انا مصري احب بلدي و غيور عليها و قلق جدا علي مستقبلها و اراقب عن قرب جميع المتغيرات التي تحدث املا ان افهم مجريات الامور وأضع في مدونتي بعض النقاط التي اشعر انها يجب ان تكون بارزة للقارئ وارجو العذر لانني لست خبيرا قديما و اعدكم بالتطوير المستمر فيها
الثلاثاء، مايو 29، 2012
الاثنين، مايو 28، 2012
السبت، مايو 26، 2012
الجمعة، مايو 25، 2012
الثلاثاء، مايو 22، 2012
اخبار مصر - حسني مبارك توفي فجرا .. القاهرة صامتة و قيادات عسكرية تستنفر
أبلغت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة البريطانية لندن، موقع "أخبار بلدنا" أنه من المحتمل أن يكون الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد فارق الحياة، حيث يقضي فترة حبسه على ذمة قضايا يحاكم عليها، في مركز طبي خاص تحت إشراف الجيش المصري، فيما تؤكد المصادر أيضا أن كبار القيادات العسكرية المصرية قد تواجدت في ساعة مبكرة من فجر الخميس داخل المركز الطبي، الذي يضم جناحا رئاسيا للرئيس المصري السابق الذي أطيح به رسميا في شهر فبراير من العام الماضي.
وأكدت المصادر أنه بصرف النظر عن حصول الوفاة من عدمها، فإن صحة مبارك تتدهور كل ساعة، وأنه توقف عن تناول الطعام منذ فجر الإثنين، وأنه يعيش على المحاليل الطبية التي تعطى له، فيما تردد أوساط مقربة من عائلته، أن زوجته سوزان قد أكدت للأطباء أنه لم يعد يتعرف عليها في الساعات الأخيرة، وأنه لا يتفاعل مع أي حديث لها، وأنه لم يفق من سباته العميق، الأمر الذي يعني عمليا أن صحة الرئيس المصري السابق قد دخلت الحلقة المحرجة، وأن وفاته إن لم تكن قد حصلت خلال الساعات الماضية، فإنها يمكن أن تحصل كنتيجة للتدهور المستمر في وضعه الصحي.
يشار الى أن وسائل الإعلام المصرية، لم تتحدث منذ فترة طويلة عن الوضع الصحي أو حتى القانوني لمبارك، الذي ينتظر أن تستأنف محاكمته هذا الشهر، إضافة الى نجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية في نظامه المخلوع بثورة شعبية حبيب العادلي
غزة - دنيا الوطن
وأكدت المصادر أنه بصرف النظر عن حصول الوفاة من عدمها، فإن صحة مبارك تتدهور كل ساعة، وأنه توقف عن تناول الطعام منذ فجر الإثنين، وأنه يعيش على المحاليل الطبية التي تعطى له، فيما تردد أوساط مقربة من عائلته، أن زوجته سوزان قد أكدت للأطباء أنه لم يعد يتعرف عليها في الساعات الأخيرة، وأنه لا يتفاعل مع أي حديث لها، وأنه لم يفق من سباته العميق، الأمر الذي يعني عمليا أن صحة الرئيس المصري السابق قد دخلت الحلقة المحرجة، وأن وفاته إن لم تكن قد حصلت خلال الساعات الماضية، فإنها يمكن أن تحصل كنتيجة للتدهور المستمر في وضعه الصحي.
يشار الى أن وسائل الإعلام المصرية، لم تتحدث منذ فترة طويلة عن الوضع الصحي أو حتى القانوني لمبارك، الذي ينتظر أن تستأنف محاكمته هذا الشهر، إضافة الى نجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية في نظامه المخلوع بثورة شعبية حبيب العادلي
غزة - دنيا الوطن
الاثنين، مايو 21، 2012
الأحد، مايو 20، 2012
الخميس، مايو 17، 2012
روز اليوسف - الشاطر وخطة تفكيك الجيش المصري
وجد هدف للإخوان المسلمين تسعي إليه بكل الطرق وهو "تفكيك جيش مصر" الذي حمي عقيدته "النصر والشهادة" المغاير لعقيدتهم "حي علي الجهاد"، هذا الجيش المصري لن يمكن الإخوان من السلطة المطلقة في البلاد، بمعني أنهم حتي بعد سيطرتهم علي المجالس النيابية لن تكون لهم قوة مسلحة يعلنون بواسطتها أركان "دولتهم الدينية" ثم بعد ذلك "الأممية الإسلامية" كما يتصورون.
التفكير الإخواني في "التفكيك" جاء نتيجة طبيعية لعدم قدرتهم علي "اختراق" الجيش منذ اغتيال "السادات" وحتي الآن، فلم يعد بمقدورهم استقطاب أو تجنيد أتباع لهم كما كان في السبعينيات أمثال "القمري- الزمر والإسلامبولي"..
بدأ التفكير في تكوين ميليشيات لـ"حرب الشوارع" والانقضاض علي أجهزة الأمن منذ عام 2004، وتحديدًا بعد أن صار "مهدي عاكف" مرشدًا للإخوان بعد وفاة "مأمون الهضيبي" وفي أعقاب الانتخابات البرلمانية عام 2005 وحصول الأخوان علي 88 مقعدًا وهو عدد قليل عما كانوا يأملونه وبالرغم من أنهم أطلقوا علي أنفسهم مسمي كتلة الإخوان تحت قبة البرلمان، إلا أنهم كانوا غير راضين عن هذه النتيجة وأعدوا العدة علي مدار خمس سنوات كاملة للانقضاض علي الدولة وأجهزتها.. حتي كانت ما أرادوا عام 2010 بعد الانتخابات المزورة والتي كان الضوء الأحمر لإشعال ثورة يناير التي أجمع عليها الشباب الثائر الذي لم يعد يحتمل الفساد في كل مكان، والجيش الذي لا يقبل التوريث وكان ينتظر هو الآخر لحظة الفوران والإخوان الذين كانوا علي موعد لينفذوا خطتهم لوضع يدهم علي السلطة في مصر وبانتظار ساعة الصفر التي سوف تأتيهم بأي لحظة ساخنة، وقد انضموا إلي الثورة في 28 يناير بعد أن رتبوا أمورهم تمامًا ومنذ انضمامهم بدأت حرب الشوارع علي الرغم من أن الثوار كانوا مصرين علي أن تكون "سلمية" وهناك شبهات كثيرة تحوم حول ضلوع الجماعة في أحداث وزارة الداخلية أيام الثورة.
وعلينا أن نسأل بعض القيادات الإخوانية من أمثال "محمود حسين" عن أصهاره العاملين ضباطًا بالشرطة.. ونسأل "محمد طوسون" عن ابن شقيقه الذي كان يعمل في مكتب "إسماعيل الشاعر" ونسأل "رشاد بيومي" عن أبناء أشقائه وعددهم نحو ستة في وزارة الداخلية.
وعلينا أيضًا أن نسأل: كيف تم تهريب أعضاء خلية "حزب الله" وبعض عناصر "حماس" من السجون ولم يتم اختراق السجن الذي كان فيه "خيرت الشاطر وحسن مالك"؟
ونرجع مرة أخري لـ"جيش الشاطر" أو "ميليشياته" التي كان أول ظهور لها عام 2006 في جامعة الأزهر التي علي أثرها تم حبس "الشاطر" في قضيتين الأولي تكوين هذه الميليشيات والثانية تمويل تدريبها وفي هذا الإطار كان تصريح "محمد حبيب" النائب الأول للمرشد وقتذاك الذي قاله في حوار صحفي بأن لديهم 30 ألف مقاتل وبعدها تصريح لـ المرشد وقتذاك "مهدي عاكف" لإحدي الفضائيات بأن لديهم مئة ألف مقاتل.
ولكن الحقيقة أن التنسيق مع الجماعات الأخري التي حملها "الإخوان" مسئولية استخدام السلاح، كما حدث في مسجد النور بالعباسية ومن قبلها في بعض التظاهرات ضد الجيش.
قام بالإشراف علي إعداد وتجهيز "جيش الشاطر" المرشد السابق مهدي عاكف الذي أنهي مهمته عام 2009 وبعدها تقدم باستقالته من منصب المرشد العام ورفض ترشحه لفترة أخري ويعتبر أول مرشد إخواني يترك المنصب في حياته، وقبض "عاكف" ثمن مهتمه "فيللا" من "خيرت الشاطر".
علي الجانب الآخر فإن قوات الجيش قد امسكت بعدة خيوط كلها ذات صلة بكوادر إخوانية أولها القبض علي عناصر تنتمي إلي إيران وبعض الدول الإسلامية الأسيوية كانوا مختبئين في شقة مخصصة كمركز إعلامي للإخوان في 22 شارع "خيرت" بضريح سعد.. وأيضا تم رصد تحركات لأحد الكوادر الإخوانية التي تحولت إلي سلفية في الآونة الأخيرة وهو يحصل علي تمويل أجنبي تحت مظلة الدبلوماسية القطرية وهي "ملايين من الدولارات" جاءت رأسا من البنك المركزي الأمريكي.
ولقد حذر المشير "طنطاوي" عن طريق توجيه رسائل للجماعات والتيارات الدينية بجميع أنواعها وانتماءاتها من خلال المناورات العسكرية.. مؤكدا أنه غير مسموح ولن يقبل ضباط القوات المسلحة وجنودها بتحويل جيش مصر إلي "جيش جهادي" يستغله أي من الأحزاب السياسة أو التيارات الدينية في أهواءها السياسية لتتصدر "الأممية" التي يعتنقونها وأكد المشير في توصية منه للضباط أنه أبدا لن يكون جيش مصر "مكافحاً للإرهاب" وينكفئ علي مشاكله الداخلية كما يحدث في باكستان.
التفكير الإخواني في "التفكيك" جاء نتيجة طبيعية لعدم قدرتهم علي "اختراق" الجيش منذ اغتيال "السادات" وحتي الآن، فلم يعد بمقدورهم استقطاب أو تجنيد أتباع لهم كما كان في السبعينيات أمثال "القمري- الزمر والإسلامبولي"..
بدأ التفكير في تكوين ميليشيات لـ"حرب الشوارع" والانقضاض علي أجهزة الأمن منذ عام 2004، وتحديدًا بعد أن صار "مهدي عاكف" مرشدًا للإخوان بعد وفاة "مأمون الهضيبي" وفي أعقاب الانتخابات البرلمانية عام 2005 وحصول الأخوان علي 88 مقعدًا وهو عدد قليل عما كانوا يأملونه وبالرغم من أنهم أطلقوا علي أنفسهم مسمي كتلة الإخوان تحت قبة البرلمان، إلا أنهم كانوا غير راضين عن هذه النتيجة وأعدوا العدة علي مدار خمس سنوات كاملة للانقضاض علي الدولة وأجهزتها.. حتي كانت ما أرادوا عام 2010 بعد الانتخابات المزورة والتي كان الضوء الأحمر لإشعال ثورة يناير التي أجمع عليها الشباب الثائر الذي لم يعد يحتمل الفساد في كل مكان، والجيش الذي لا يقبل التوريث وكان ينتظر هو الآخر لحظة الفوران والإخوان الذين كانوا علي موعد لينفذوا خطتهم لوضع يدهم علي السلطة في مصر وبانتظار ساعة الصفر التي سوف تأتيهم بأي لحظة ساخنة، وقد انضموا إلي الثورة في 28 يناير بعد أن رتبوا أمورهم تمامًا ومنذ انضمامهم بدأت حرب الشوارع علي الرغم من أن الثوار كانوا مصرين علي أن تكون "سلمية" وهناك شبهات كثيرة تحوم حول ضلوع الجماعة في أحداث وزارة الداخلية أيام الثورة.
وعلينا أن نسأل بعض القيادات الإخوانية من أمثال "محمود حسين" عن أصهاره العاملين ضباطًا بالشرطة.. ونسأل "محمد طوسون" عن ابن شقيقه الذي كان يعمل في مكتب "إسماعيل الشاعر" ونسأل "رشاد بيومي" عن أبناء أشقائه وعددهم نحو ستة في وزارة الداخلية.
وعلينا أيضًا أن نسأل: كيف تم تهريب أعضاء خلية "حزب الله" وبعض عناصر "حماس" من السجون ولم يتم اختراق السجن الذي كان فيه "خيرت الشاطر وحسن مالك"؟
ونرجع مرة أخري لـ"جيش الشاطر" أو "ميليشياته" التي كان أول ظهور لها عام 2006 في جامعة الأزهر التي علي أثرها تم حبس "الشاطر" في قضيتين الأولي تكوين هذه الميليشيات والثانية تمويل تدريبها وفي هذا الإطار كان تصريح "محمد حبيب" النائب الأول للمرشد وقتذاك الذي قاله في حوار صحفي بأن لديهم 30 ألف مقاتل وبعدها تصريح لـ المرشد وقتذاك "مهدي عاكف" لإحدي الفضائيات بأن لديهم مئة ألف مقاتل.
ولكن الحقيقة أن التنسيق مع الجماعات الأخري التي حملها "الإخوان" مسئولية استخدام السلاح، كما حدث في مسجد النور بالعباسية ومن قبلها في بعض التظاهرات ضد الجيش.
قام بالإشراف علي إعداد وتجهيز "جيش الشاطر" المرشد السابق مهدي عاكف الذي أنهي مهمته عام 2009 وبعدها تقدم باستقالته من منصب المرشد العام ورفض ترشحه لفترة أخري ويعتبر أول مرشد إخواني يترك المنصب في حياته، وقبض "عاكف" ثمن مهتمه "فيللا" من "خيرت الشاطر".
علي الجانب الآخر فإن قوات الجيش قد امسكت بعدة خيوط كلها ذات صلة بكوادر إخوانية أولها القبض علي عناصر تنتمي إلي إيران وبعض الدول الإسلامية الأسيوية كانوا مختبئين في شقة مخصصة كمركز إعلامي للإخوان في 22 شارع "خيرت" بضريح سعد.. وأيضا تم رصد تحركات لأحد الكوادر الإخوانية التي تحولت إلي سلفية في الآونة الأخيرة وهو يحصل علي تمويل أجنبي تحت مظلة الدبلوماسية القطرية وهي "ملايين من الدولارات" جاءت رأسا من البنك المركزي الأمريكي.
ولقد حذر المشير "طنطاوي" عن طريق توجيه رسائل للجماعات والتيارات الدينية بجميع أنواعها وانتماءاتها من خلال المناورات العسكرية.. مؤكدا أنه غير مسموح ولن يقبل ضباط القوات المسلحة وجنودها بتحويل جيش مصر إلي "جيش جهادي" يستغله أي من الأحزاب السياسة أو التيارات الدينية في أهواءها السياسية لتتصدر "الأممية" التي يعتنقونها وأكد المشير في توصية منه للضباط أنه أبدا لن يكون جيش مصر "مكافحاً للإرهاب" وينكفئ علي مشاكله الداخلية كما يحدث في باكستان.
الأربعاء، مايو 16، 2012
اخبار مصر - سعيد : مصر تتعرض لغزو خارجى .. وسيناء أصبحت إمارة إسلامية
من الزنازين المعتمة وهوائها العطن وبرش السجن الذى تظل آثاره على الضلوع منقوشة إلى باحات البرلمان .. خرجوا بعد سنوات قضوها فى صحبة الجلادين بأسلاكهم المكهربة .. خرجوا
وتبادل المعتقلون الإسلاميون ورموز النظام السابق الكراسى: أصبح لهم المقاعد المريحة وكارنيه يحمل لقب نائب بالبرلمان وبقية عطور فرنسية مازالت تشير إلى الذين ظلموا، بينما خصومهم باتوا مجرد أرقام فى سجن المزرعة.. آيات إلهية حدثت فى العام 2011.. هكذا يزعم الإسلاميون بأن التمكين فى الأرض لدولتهم بات قاب قوسين أو أدنى كما مكن الله لطالوت وجنوده «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».. وبعد مرور كل ذلك الوقت على وصول الإسلاميين لسدة البرلمان يبدو السؤال وجيهاً، هل نحن على أعتاب دولة المؤمنين، وأن الخلافة قادمة أم أنها مجرد أحلام فى ليلة صيف سرعان ما تنتهى إلى زوال.. هل سيعود الإسلاميون للمساجد أم سيصبحون فرساناً ناجحين فى عالم السياسة، وهل ما يدعون إليه من ضرورة تطبيق شرع الله حتماً فى اللحظة الراهنة وما مواصفات التمكين فى الأرض؟!
هذه السلسلة من الحوارات تسعى لرصد مستقبل مصر إذا ما تمكن الإسلاميون من اختطاف مقعد الرئاسة أيضاً وكيف ستكون أوضاع أحوال البلاد والعباد فى زمرتهم وكيف يراهم خصومهم؟!
لن يحتاج الأمر هذه المرة لبدلة أنيقة هذا كان ظنى وأنا أعبر الردهة الرئيسية للأهرام.. فقد رحل الديكتاتور الذى كان يوفر لبعض العاملين بالمؤسسة غطاء من الثقة.. الآن تساوت الرؤوس بين صحفيى مؤسسات الشمال والجنوب غير أن ظنى سرعان ما تبدد بمجرد ما ان اقتربت من المكان حيث «روح» مبارك مازالت ترفرف على أرجائه نفس حالة الثقة بالنفس تسيطر على المشرفين على الأمن الذين يشعرون بأنهم أبناء أبرار للرجل الذى حكم البلاد ثلاثة عقود.. فى المصعد الكهربائى كانت روحه موجودة أيضاً عامل الأسانسير يتماهى صوته مع الديكتاتور فى خطبة جمعة الغضب..
فى الدور التاسع حيث المكتب الفخم للدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق شعرت بأنه ثالثنا وحينما رن الهاتف توهمت أن محدثه الديكتاتور يشكو لصديقه مستجداً حاله بالمستشفى الأنيق.. الحوار مع د. عبدالمنعم سعيد كان مهماً قبل الثورة وأثناءها بسبب علاقته الوثيقة وفق ما يتردد بالرئيس السابق ومازال مهماً لكونه خزانة الأسرار المتاحة عن النظام السابق فضلاً عن رأيه فيما تشهده مصر والمرحلة الفاصلة التى نحن بصددها ونحن نعبر نحو المستقبل ومن الطبيعى أن يكون الحديث عن الإسلاميين والحرب التى يتعرضون لها منذ احترافهم السياسة هو بداية حوارنا:
< المتابع لتصريحات الكتاب والمفكرين المناوئين الإسلاميين يجد تناقضاً واضحاً فى آرائهم، ففى الوقت الذى يمطرون الشعب المصرى بآيات الإعجاب ويعتبرونه شعباً عبقرياً ومتحضراً يصفون الأغلبية التى صوتت للإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية وأيدتهم فى الكثير من المواقف بأنها «حمقاء».
< فكيف تنظر لهذا التناقض الواضح؟
<< أنا ممثلة أتعجب للرؤيتين المتناقضتين عن الشعب المصرى، فبينما يصفونه بالرقى والنضج يعتبرونه غير واع لكونه الكثيرين منه صوت للإسلاميين، والحقيقة التى لا جدال فيها أننا شعب نام وأسهمنا فى مجالات التعليم والصحة وغيرهما تتضاءل وعلى مدار مائتى عام ماضية فإن الواقع يقول إننا فشلنا فى إنشاء نهضة ديمقراطية، فمنذ العام 1805 وحتى 2010 مازال حوالى «28٪» من الشعب المصرى لا يعرف القراءة والكتابة والتسرب من التعليم ظاهرة لذا فإن علينا عند التصدى للحديث عن ذلك الشعب أن نكون أكثر تواضعاً، نعم هناك مزايا لمصر تتعلق بالاستمرارية التاريخية التى خلقت نوعاً من الحضارة ولدينا ستة آلاف سنة منها ثلاثة آلاف سنة كنا خلالها محتلين،
فنحن أقدم مستعمرة فى التاريخ.. لذا فعلينا أن نكون أكثر رفقاً بالمصريين ولابد عند التعرض لمنجزاتنا أن نقيسها بضوابط علمية كتلك التى عليها دول العالم الأخرى كتقرير التنمية البشرية وتقرير التنافسية وعشرات التقارير الدولية الأخرى والتى تشير إلى أن وضع مصر فى النصف الثانى من قائمتى الدول وليست بالطبع من بين دول النصف الأول، أو حتى قريبة منها لكنها دولة نامية بامتياز.
< هناك مقولة تتردد كثيراً فى أوساط الطبقات الدنيا لكنها للأسف بدأت تعرف طريقها لبعض النخب خاصة بعد التصويت للإسلاميين ومفادها ان هذا البلد لا يصلح معه سوى ديكتاتور؟
<< لا أوافق على هذا الرأى بالمرة ولابد أن من يروج له قد أفزعه تردى الأوضاع والفراغ الأمنى عقب ثورة «25 يناير» ولابد أن نعترف بأن تلك الثورة قد أعطبت بعض قدرات الدولة ـ لكن الدولة لم تنهر فى «11 فبراير 2011» وظلت صامدة
بفعل مؤسسات ثلاث هى:
1ـ القوات المسلحة والتى أنيط بها القيام بعمليات التغيير.
2ـ المؤسسة القضائية بأشكالها المختلفة ومنها المحاكم العادية وأنيط بها عدم صياغة الدولة بالاستشكال على أحكام مباشرة الحقوق السياسية وقد أصبحت الحكم الحقيقى بين السلطات ولحسن الحظ أنها جميعها مؤسسات قوية وجدت فرصتها مع الثورة فى أن تعيد التأكيد على حرية القضاء وسيادته.
3ـ البيروقراطية المتمثلة فى ستة ملايين موظف يمثلون إرهاقاً رأياً نظام مقبل.. يستطرد د. عبدالمنعم سعيد هل من قبيل المصادفة أن أفكار المرشحين للرئاسة هى أفكار سابقة وعماد تلك الأفكار هى «أ» تنمية سيناء. «ب» تنمية القناة، «جـ» وضع حد أدنى للأجور.
هذه الأفكار كانت مثارة من قبل وكان عليها تحفظات لذا لم تجد فكرة واحدة جديدة طرحت بعد الثورة من قبل البيروقراطية ووزاراتها المختلفة.
وتبادل المعتقلون الإسلاميون ورموز النظام السابق الكراسى: أصبح لهم المقاعد المريحة وكارنيه يحمل لقب نائب بالبرلمان وبقية عطور فرنسية مازالت تشير إلى الذين ظلموا، بينما خصومهم باتوا مجرد أرقام فى سجن المزرعة.. آيات إلهية حدثت فى العام 2011.. هكذا يزعم الإسلاميون بأن التمكين فى الأرض لدولتهم بات قاب قوسين أو أدنى كما مكن الله لطالوت وجنوده «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».. وبعد مرور كل ذلك الوقت على وصول الإسلاميين لسدة البرلمان يبدو السؤال وجيهاً، هل نحن على أعتاب دولة المؤمنين، وأن الخلافة قادمة أم أنها مجرد أحلام فى ليلة صيف سرعان ما تنتهى إلى زوال.. هل سيعود الإسلاميون للمساجد أم سيصبحون فرساناً ناجحين فى عالم السياسة، وهل ما يدعون إليه من ضرورة تطبيق شرع الله حتماً فى اللحظة الراهنة وما مواصفات التمكين فى الأرض؟!
هذه السلسلة من الحوارات تسعى لرصد مستقبل مصر إذا ما تمكن الإسلاميون من اختطاف مقعد الرئاسة أيضاً وكيف ستكون أوضاع أحوال البلاد والعباد فى زمرتهم وكيف يراهم خصومهم؟!
لن يحتاج الأمر هذه المرة لبدلة أنيقة هذا كان ظنى وأنا أعبر الردهة الرئيسية للأهرام.. فقد رحل الديكتاتور الذى كان يوفر لبعض العاملين بالمؤسسة غطاء من الثقة.. الآن تساوت الرؤوس بين صحفيى مؤسسات الشمال والجنوب غير أن ظنى سرعان ما تبدد بمجرد ما ان اقتربت من المكان حيث «روح» مبارك مازالت ترفرف على أرجائه نفس حالة الثقة بالنفس تسيطر على المشرفين على الأمن الذين يشعرون بأنهم أبناء أبرار للرجل الذى حكم البلاد ثلاثة عقود.. فى المصعد الكهربائى كانت روحه موجودة أيضاً عامل الأسانسير يتماهى صوته مع الديكتاتور فى خطبة جمعة الغضب..
فى الدور التاسع حيث المكتب الفخم للدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق شعرت بأنه ثالثنا وحينما رن الهاتف توهمت أن محدثه الديكتاتور يشكو لصديقه مستجداً حاله بالمستشفى الأنيق.. الحوار مع د. عبدالمنعم سعيد كان مهماً قبل الثورة وأثناءها بسبب علاقته الوثيقة وفق ما يتردد بالرئيس السابق ومازال مهماً لكونه خزانة الأسرار المتاحة عن النظام السابق فضلاً عن رأيه فيما تشهده مصر والمرحلة الفاصلة التى نحن بصددها ونحن نعبر نحو المستقبل ومن الطبيعى أن يكون الحديث عن الإسلاميين والحرب التى يتعرضون لها منذ احترافهم السياسة هو بداية حوارنا:
< المتابع لتصريحات الكتاب والمفكرين المناوئين الإسلاميين يجد تناقضاً واضحاً فى آرائهم، ففى الوقت الذى يمطرون الشعب المصرى بآيات الإعجاب ويعتبرونه شعباً عبقرياً ومتحضراً يصفون الأغلبية التى صوتت للإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية وأيدتهم فى الكثير من المواقف بأنها «حمقاء».
< فكيف تنظر لهذا التناقض الواضح؟
<< أنا ممثلة أتعجب للرؤيتين المتناقضتين عن الشعب المصرى، فبينما يصفونه بالرقى والنضج يعتبرونه غير واع لكونه الكثيرين منه صوت للإسلاميين، والحقيقة التى لا جدال فيها أننا شعب نام وأسهمنا فى مجالات التعليم والصحة وغيرهما تتضاءل وعلى مدار مائتى عام ماضية فإن الواقع يقول إننا فشلنا فى إنشاء نهضة ديمقراطية، فمنذ العام 1805 وحتى 2010 مازال حوالى «28٪» من الشعب المصرى لا يعرف القراءة والكتابة والتسرب من التعليم ظاهرة لذا فإن علينا عند التصدى للحديث عن ذلك الشعب أن نكون أكثر تواضعاً، نعم هناك مزايا لمصر تتعلق بالاستمرارية التاريخية التى خلقت نوعاً من الحضارة ولدينا ستة آلاف سنة منها ثلاثة آلاف سنة كنا خلالها محتلين،
فنحن أقدم مستعمرة فى التاريخ.. لذا فعلينا أن نكون أكثر رفقاً بالمصريين ولابد عند التعرض لمنجزاتنا أن نقيسها بضوابط علمية كتلك التى عليها دول العالم الأخرى كتقرير التنمية البشرية وتقرير التنافسية وعشرات التقارير الدولية الأخرى والتى تشير إلى أن وضع مصر فى النصف الثانى من قائمتى الدول وليست بالطبع من بين دول النصف الأول، أو حتى قريبة منها لكنها دولة نامية بامتياز.
< هناك مقولة تتردد كثيراً فى أوساط الطبقات الدنيا لكنها للأسف بدأت تعرف طريقها لبعض النخب خاصة بعد التصويت للإسلاميين ومفادها ان هذا البلد لا يصلح معه سوى ديكتاتور؟
<< لا أوافق على هذا الرأى بالمرة ولابد أن من يروج له قد أفزعه تردى الأوضاع والفراغ الأمنى عقب ثورة «25 يناير» ولابد أن نعترف بأن تلك الثورة قد أعطبت بعض قدرات الدولة ـ لكن الدولة لم تنهر فى «11 فبراير 2011» وظلت صامدة
بفعل مؤسسات ثلاث هى:
1ـ القوات المسلحة والتى أنيط بها القيام بعمليات التغيير.
2ـ المؤسسة القضائية بأشكالها المختلفة ومنها المحاكم العادية وأنيط بها عدم صياغة الدولة بالاستشكال على أحكام مباشرة الحقوق السياسية وقد أصبحت الحكم الحقيقى بين السلطات ولحسن الحظ أنها جميعها مؤسسات قوية وجدت فرصتها مع الثورة فى أن تعيد التأكيد على حرية القضاء وسيادته.
3ـ البيروقراطية المتمثلة فى ستة ملايين موظف يمثلون إرهاقاً رأياً نظام مقبل.. يستطرد د. عبدالمنعم سعيد هل من قبيل المصادفة أن أفكار المرشحين للرئاسة هى أفكار سابقة وعماد تلك الأفكار هى «أ» تنمية سيناء. «ب» تنمية القناة، «جـ» وضع حد أدنى للأجور.
هذه الأفكار كانت مثارة من قبل وكان عليها تحفظات لذا لم تجد فكرة واحدة جديدة طرحت بعد الثورة من قبل البيروقراطية ووزاراتها المختلفة.
«سيناء أصبحت إمارة إسلامية»
< وماذا عن المؤسسات التى أعطبت؟
<< مؤسستان.. الأولى المؤسسة الأمنية الداخلية والتى ضربت كما ضرب الجيش المصرى فى عام 1967 ومن ثم كانت طعنة كبيرة للدولة، والقطب الثانى الذى انهار المؤسسة التشريعية المتمثلة فى مجلسى الشعب والشورى اللذين تم حلهما وكان نتيجة ذلك القطب حدوث فوضى وفقدان للأمن بشكل واسع، غير ان اخطر مظاهر ما يجرى هو ذلك الواقع فى سيناء التى حول نصفها تقريباً لإمارة إسلامية تضم العديد من أعضاء القاعدة وجيش الإسلام و حماس وما يعرف بجيش جنجنة وكلها تعمل ضد مؤسسات الدولة المصرية،
ومن المدهش أننا لم نسمع من أى المرشحين الرئاسيين فى أولويات مطالبهم عن الحديث عن التصدى للإرهاب برغم كونه الخطر الأشد الذى يهدد الدولة المصرية.. إن ما تتعرض له سيناء الآن من خلال تواجد تلك المجموعات والأنظمة المسلحة يمثل غزواً خارجياً لا يهدد سيناء فقط، بل يهدد مصر كلها.
< لكن ألا ترى أنه بانتهاء الانتخابات الرئاسية بعد أيام قلائل وتسمية أول رئيس يختاره المصريون يكون الجسد المنهك قد بدأ فى استرداد عافيته؟
<< بالطبع انجاز الانتخابات الرئاسية يمثل إذا ما تم استكمال بناء مؤسسات الدولة لكن ذلك لا يعنى أن المرحلة الانتقالية قد انتهت وينبغى أن نتذكر أن لدينا نوعين من الصراعات الأول بين الدولة والثورة فبينما الدولة صارت فى استكمال مؤسساتها وتبقى مؤسسة الرئاسة التى تنتهى فى يونيو القادم مازالت الثورة لم تحرز أهدافها من وجهة نظر أبنائها ـ وبالمعنى المؤسسى للكلمة وبالرغم من وجود أحزاب متعددة لكن ثلاثة أرباع الأعضاء الممثلين فى مجلسى الشعب والشورى من لديهم الأموال هم من الحركات الإسلامية وكأن الثورة قامت لكى يسلم الثوار الدولة للإسلاميين وهذا المنجز خلق نوعاً من التوتر بين الدولة والمؤسسات كالتوتر بين الإخوان والمجلس العسكرى والتوتر بين البرلمان والحكومة.. نوع ثان من التوتر نعيشه بالفعل يتمثل فى التوتر بين ما هو مدنى وما هو دينى
وبدأ منذ الاستفتاء على مواد الإعلان الدستورى وصاحبه وتلاه توتر بين العناصر الثورية المختلفة ـ وهذان النوعان من التوتر ـ الدولة والثورة والدينى والمدنى يفسران ما يجرى فى الساحة ويحددان الأولويات المقبلة المتمثلة فى ضرورة إقامة دستور يحظى بالقبول العام وتحرير سيناء من قبضة الفصائل المسلحة واستعادة حركة الاقتصاد وهذا الهدف يجعلنا ننظر بدهشة لبرامج مرشحى الرئاسة على الصعيد الاقتصادى فهى قائمة على تصور المشروعات العملاقة التى كان يتم فيها الحديث فى السابق على سبيل المناسبات فموسم كان الحديث يكون فيه عن ممر التنمية ثم موسم عن قناة السويس يليه الحديث عن توشكى
ومشروع قناة جديدة ومشروع رابع عملاق عن استخدام عرق الذهب النوبى وجميعها مشروعات تحتاج تمويلات وشركات عملاقة والأهم من ذلك تحتاج مدداً زمنية طويلة وفات هؤلاء الحديث عن استكمال مشاريع قائمة بالفعل بل فاتهم الأهم المتمثل فىإعادة تشغيل المجتمع المصرى مرة أخرى وتأخذنا برامج المرشحين فى تلك الزاوية لتصور عام يتمثل فى أنها قائمة حول إدارة الفقر وليس إدارة الثورة.
الهجوم على الإسلاميين
< كيف تنظر للهجوم شبه الدائم على الإسلاميين وحالة الترصد التى يبديها المخالفون لهم من التيارات الأخرى؟
<< لا يوجد ما يبرر ذلك الهجوم لكن علينا أن ندرك أنهم يهاجمون الآخرين أيضاً فالجناح الدينى فى السياسة المصرية ليس سلبياً ولم يعد هو الطرف الأضعف لما يمتلكه من امكانيات تتمثل فى الفضائيات والصحف التى تنطق باسمه هذا بالاضافة لعشرات الساعات من البرامج فى فضائيات أخرى تستضيف الإسلاميين ـ كما انهم يستخدمون سلاح الدين والتكفير لمطاردة خصومهم فليسوا هم الضحية وبقدر ما ندين الهجوم عليهم فإننا ندين هجومهم على الآخرين.. وتلك الحالة من الترصد والعدائية باتت سمة لا تكاد تنجو منها القوى السياسية وهى من أمراض السياسة المنتشرة لذا لابد من إقامة جسر بين الدولة والثورة لتحقيق الأهداف ولكى يتم ترجمة أهداف الثورة إلى واقع لذا لابد من الاتفاق بين ما هو مدنى وما هو دينى وقد أحرزنا تقدماً فى هذا الشأن حينما بدأ التوافق على فكرة المواطنة والمادة الثانية من الدستور وذلك هدف تحقيقه ـ لكن لابد أن يرتبط التوافق بمصالحة تاريخية فى مصر بقدر ماتنزع نزعة التربص ايضاً تنزع نزعة الانتقام لابد أن يشعر الجميع بأنهم مواطنون لا يمكن إدانة عصر بأكمله ـ من الممكن ان نحمل عصر فاروق عصر الاستعمار وكذلك عصر عبدالناصر والسادات ومبارك لكل منهم اخطاؤه ولكن ليس من المقبول أن يتم ادارة تاريخ بأكمله وبالنسبة للعصر السابق فإن رموزه يحاكمون الآن أمام القضاء وهناك محاكمة مجتمعية صدر بشأنها الكثير
من الكتب والدراسات وهناك محاكمة تاريخية حول تطور الدولة المصرية وأرى ان لدينا فشلاً تاريخياً فى هذا الأمر ـ فلا مصر فى الفترة الملكية نجحت ولا فى الفترة الجمهورية نجحت ومصر ليست دولة متقدمة ولا صاعدة لكنها دولة جرت فيها حلقات من التقدم أو الركود وأخرى من التعثر والتراكم.. ومن المدهش أننا ونحن بصدد التصدى لأخطاء ومحاكمات السابق ننسى أن نحاكم الواقع وعلى سبيل المثال من ذا الذى يتحمل ما يجرى فى سيناء وخروجها من السيادة المصريةومن يتحمل احراق أقسام الشرطة وقتل الجنود..من المؤسف بالفعل أنه لا يوجد مرشح واحد تحدث عن الإرهاب.
< إذن هل ترى أن محاكمة الواقع تستحق الأولوية عن الحديث عن الماضى؟
<< بالطبع بالنسبة لمحاكمات رموز النظام السابق فهى تتم ولكن ماذا عن الواقع من يتحمل تلك الأخطاء التى أرهقت الاقتصاد المصرى ـ مصر كانت قبل ثورة يناير تحقق معدل نمو يفوق «5٪» فى ظل الأزمة العالمية الآن يصل معدل النمو «1.5٪» أى ربع ما كان يحقق من نمو من هنا لابد من محاكمة من تسبب فى هذا التردى الذى نجم عن تدهور الاقتصاد وتوقف صناعة السياحة لابد أن نسأل الذين أطلقوا ثلاثين مليونية متتالية عن النتيجة التى وصلنا إليها كما نرجوهم ألا يكذبوا فى آثار تلك المليونيات فى إفزاع السياح وهجرتهم لمصر وتعطيل العمل بـ«1300» مصنع.
< لكن الكثير من الكتاب يحملون فلول مبارك مسئولية ضرب السياحة وإغلاق المصانع وتعثر الإنتاج؟
<< وهل هؤلاء الفلول هم الذين دعوا لتلك المليونيات التى أوقفت البلد وسدت منابع الانتاج فيها.. هذا الكلام غير منطقى فرموز النظام إما فى غياهب السجون أو بعيدين عن المشهد وليس لهم مصلحة فى تدمير عجلة الاقتصاد لأنهم سيكونون من بين الخاسرين.
< كل البلدان التى شهدت ثورات تعرضت لهزات اقتصادية عنيفة؟
<< بداية لابد أن ندرك أن تحميل ما وقع من خسائر لمصر بعد الثورة للمتسببين فيه أمر مهم لانطلاق نحو المستقبل وطبيعي أن الثورات تسفر عن حالة من التراجع الاقتصادي وعلي سبيل المثال الثورة الأمريكية اهدرت ثلاثين عاماً فيما بعد حتي عاد الناتج الاجمالي القومي مرة أخري وكذلك إيران ونرجو الا يحدث ذلك معنا وبالطبع فإن أهداف الثورة نبيلة لكن منها ما يتنازعه المدني وما يتنازعه الديني وما تتنازعه الثورة وما يتنازعه الثوار
وأري أننا ازاء مقترحين للبناء الأول نقيم نظاما يقوم علي قواعد في تقرير اقامة الأعمال الذي يقوم به البنك لدولي ولي اقتراح سابق في هذا الشأن أن نأخذ بمعايير كوبنهاجن التي عمل بها الاتحاد الأوروبي فيما هو متعلق بالاقتصاد والأمن ولا اقول ان ندخل الاتحاد الأوروبي ولكن نسير علي هدي تلك الدول أما المشكلة الكبري التي ينبغي تجاوزها فتتمثل في الاصرار علي إعادة اختراع «العجلة» لأن المهم أن نقيم نظاماً محكماً وواضحاً يعرفه من في الداخل ومن في الخارج وله حرس من قوة الدولة.
< يشار دائماً في المقام الأول إلي «الفلول» عند أي شاردة أو واردة تقع كما يتم الحديث عن اجهزة وميليشيات تعمل بالتنسيق معهم مسلسلات الحرائق والاضرابات الفئوية وعمليات الخطف فكيف تري الأمر؟
<< علينا أن نتذكر بأن النظام السابق كان دائماً يخلق الفزاعات.. الآن ذات النظام اصبح هو الفزاعة حيث يحلو لنا أن نتهم من نطلق عليهم الفلول بأنهم وراء ما يحدث بالرغم أنه تم حل الحزب الوطني وأعضاء النظام تجري محاكمتهم والحزب المنحل كان بيروقراطياً الناس التحقت به لقضاء مصالحها وهو الوريث الطبيعي وهيئة التحرير جزء من تراث ثورة 23 يوليو وانتهت بمولد ثورة يناير.. وأعضاء الحزب الوطني إما أن توقفوا عن العمل أو توزعوا علي أحزاب كثيرة وهم يريدون دولة قوية من أجل أعمالهم وبعض منهم يقف خلف أحمد شفيق.
البناء علي ما سبق ليس خطيئة
< هل من الملائم أن نستجيب لمطالب البعض بشأن ضرورة أن نبدأ عملية البناء من الصفر؟
<< من غير المنطق أن ننسف انجازات النظام السابق علي اعتبار أنه عصر بلا انجازات فهناك العديد من المشاريع ينبغي البناء عليها مثل تعمير ساحل البحر الأحمر والساحل الشمالي لربط مصر بشبكة طرق عالمية كما شيد النظام السابق 13 مطاراً دولياً وسبعة موانئ وكلها مشاريع لخدمة مصر وبالتالي فالبناء علي ما سبق معهم وليس عيباً ولابد أن نتخلص من العيوب التي من ابرزها التخلص من الأهواء ولابد من التجرد في الأحكام.
< كثر الحديث عن رغبة تصل لحد الاتفاق السري بين المجلس العسكري ورموز النظام السابق خاصة العريس وعائلته بتبرئة ساحتهم من خلال اطالة مدة المحاكمات؟
<< السؤال الذي علينا أن نطرحه أي ثورة نريد هل نريدها ثورة ديمقراطية أم دموية.. علي سبيل المثال في فرنسا كانت المقصلة لا تكف عن القتل فخلفت بعد ذلك نظاماً ديكتاتورياً أفرز نابليون بونابرت كما أن ثورات أوروبا الشرقية كلها باستثناء رومانيا لم تقع فيها عملية قتل واحدة والكثير من ثورات أمريكا اللاتينية والتحولات في آسيا لم يحدث فيها قتل هناك سوهارتو لم يعدم وبالنسبة للثوار المصريين عليهم أن يقرروا أي الثورتين يريدون الدموية أم الديمقراطية؟
مصير مبارك في يد القضاء والقدر
< أستشعر من كلامك أنك راغب في العفو عن مبارك وتركه لشيخوخته وللزمن؟
<< مبارك في المستشفي وولداه في السجن والقضاء سيقول كلمته وعلينا احترام احكام القضاء وعلينا أن نتذكر أنه كان أمامه فرص كثيرة للرحيل عن مصر إلي ملاذ آمن ولكنه قال إن شرفه العسكري لا يسمح بذلك.
< لماذا تأخرت عمليات إعادة الأموال المهربة للخارج؟
<< ليس كل ما يتردد في هذا الشأن من حجم تلك الثروات صحيحاً وقد يكون جزء منها أموال دولة أو الأمن القومي ولن نستطيع استعادة الأموال الا بأحكام قضائية ولأجل ذلك فإن المظاهرات التي تنطلق وتحاصر المحاكم تفقد الثقة في احكامها وتجعل العالم ينظر بريبة تجاه القضاء المصري وأري أن هناك صعوبة في استعادة معظم تلك الأموال وبالرغم من الجهود التي تبذل فلست متفائلاً.
< مازال الكثيرون يتحدثون عن أن المجلس العسكري يشرف علي انتخابات الرئاسة من وراء ستار وأن هناك مرشحاً بعينه هو أحمد شفيق محل رضا العسكر؟
<< دعني أقل لك إن «اللي في القلب في القلب» فقد يكون هناك رأي شخصي لكل عضو في المجلس العسكري نحو الترحيب بمرشح بعينه لكن أنا أصدق المجلس العسكري فيما يصدر عنه من بيانات تشير إلي أنه يقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين وأنه لا يريد مرشحاً بعينه والهدف الذي ينشده المجلس العسكري هو كيفية الانتقال من فكرة الثورة إلي الدولة والعسكر صادقون بالفعل في كونهم يريدون العودة لمهامهم وثكناتهم لأن هناك ملفات خطيرة ابرزها ما يجري في سيناء فهو خطر داهم يريدون التفرغ له.
< كيف تقيم أداء مرشحي الرئاسة وأجهزة الإعلام المختلفة؟
<< ادهشني في المناظرة التي تمت بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسي أن أيا منهما لم يتطرق للحديث عما يجري في سيناء ولا عن الصواريخ عابرة المدن التي تم ضبطها. هناك مخاطر حقيقية وكوارث غائبة عن اذهان المرشحين ولا تجد حتي من يطرحها في صورة سؤال لذا فالأجهزة الإعلامية مقصرة للغاية في القيام بدورها.
امتيازات العسكر بين الاستمرار والتلاشي
< كثيرون يرون أن العسكر لن يسلموا السلطة لرئيس بعينه حتي يطمئنوا علي امتيازات المؤسسة العسكرية؟
<< كل القضايا باتت في العلن مكشوفة ولو أن للمجلس العسكري طلبات ما سوف يطرحونها عقب تسليم السلطة ثم يكون هناك جلسات استماع كما اتصور لاحتياجات القوات المسلحة والأمن القومي والمصالح المختلفة للأجهزة السيادية.
< لكن هل تعتقد أنهم من الممكن أن يسلموا السلطة لشخص مثل عبدالمنعم أبوالفتوح وهو يعلن صراحة بأنه سيحاكم أعضاء المجلس العسكري؟
<< دعني أقل لك انني مندهش من تصريحات أبوالفتوح خاصة تلك التي يردد فيها أن إسرائيل هي العدو الرئيسي لمصر وعلي الجانب الآخر ستعتبر إسرائيل أن مصر عدوها الرئيسي وتدخل في صراع مباشر وكذلك حمدين صباحي الذي يردد بأنه يريد التخلص من معاهدة كامب ديفيد ثم يقول بعد ذلك ليس معني إلغاء المعاهدة أن نعلن الحرب علي إسرائيل ونحن ننسي دائماً أن إسرائيل هي التي تبدأ دائماً الحرب.. باستثناء حرب أكتوبر فهي كانت صاحبة قرار الحرب في كل الحروب التي شهدتها المنطقة في 67 والحرب علي لبنان والحرب علي غزة.. ودعني أختر صحيفة الوفد لأوجه من خلالها نداء للمرشحين أن يتواضعوا في تصريحاتهم ويدركوا مدي خطورتها.
< كيف تري الحملات الشرسة التي يتعرض لها العسكر؟
<< ننسي دائماً في الوقت الذي ننتقد ونهاجم المجلس العسكري وقياداته ونتهمهم بأشد التهم أنهم ذات القادة الذين أفنوا اعمارهم في الحروب حرروا الأرض وحققوا نصر أكتوبر كما انهم خاضوا حرب تحرير الكويت.. إن مصر ظلت دولة محتلة دائماً منذ القرن السادس الميلادي تعرضنا للغزو اليوناني ثم الفارسي ثم البطالمة والرومان العرب والاتراك ولم يكن لدينا جيش مصري خالص علي مدار قرون عديدة حتي احرزنا ذلك خلال العقود الاخيرة ويكفينا أن هؤلاء العسكر الذين يتعرضون للهجوم لم يورطونا في حرب غير عادلة يوماً من الأيام.
< هل ما يحدث في سيناء وراءه قوي كبري؟
<< بل قوي صغري وهناك تراخٍ في موضوع الانفاق السرية بين الحدود المصرية وقطاع غزة وهناك ثروات طائلة تحققها المنظمات التي تعمل علي الحدود كما أن حركة حماس تفرض ضرائب علي تلك الانفاق وعائداتها وبات هناك تهديدات وعمليات تقع علي الأرض في طابا وشرم الشيخ ودهب ومنذ وقوع ثورة يناير فهناك خمسون عملية ضد الأمن المصري وخطوط الغاز والبريد والمواقع العسكرية وقسم شرطة العريش في اقتحامه ثلاث مرات وقتل الجندي وضابط وحركة حماس تدعم ذلك النشاط إما بالموافقة أو الصمت والتستر علي ما يجري.
< هل تشعر بالفقد لغياب مبارك عن سدة الحكم؟
<< مبارك ارتكب أخطاء فادحة وجري تحذيره أكثر من مرة ومن أشد الاخطاء بقاؤه في السلطة 30 سنة موضوع التوريث كان يحتاج لموقف حاسم وكنت أري أنه لن يتم والخطأ الثالث كان هناك مستوي من الفساد موجود لا يليق بمصر ولا بمبارك ومن الأخطاء تأخر مصر في الديمقراطية.
< لم تجب عن سؤالي هل تشعر بالفقد لغياب مبارك؟
<< مبارك لم يكن صديقاً لي ولقد انتقدت نظامه في مقالات منشورة وكتبت ستة مقالات أدعو فيها لدستور جديد لكنه لم يكن يستجيب وهذه واحدة من ابرز أخطائه بمعني أنه كان يدير نظاماً سياسياً متخلفاً ولكن في الوقت ذاته كان هناك جناح اصلاحي انا أحد دعاته لكني اقول بشجاعة لقد فشلنا في تحقيق ما نريد بسبب بطء وجمود مبارك وبالنسبة للألم علي مصيره فبالطبع الشفقة موجودة تجاه من يحرم حريته وحياته أما مصيره فهو في يد القضاء.
< هل شعرت يوماً بالعار لأنك انتميت لنظام يحمل كل تلك السوءات؟
<< لم أكن ابن النظام يوماً ولكني دخلت الحزب في 2003 لمهمة محددة قمت بها علي أكمل وجه وهي الاصلاح وانا لا أدعي أنني من الثوار أنا من المعتنقين لفكرة الاصلاح وطالبت بإلغاء الطوارئ وناديت بالديمقراطية ودستور يليق بمصر وأنا الوحيد الذي كنت اقدم برنامجاً مع المعارضة غير
الثلاثاء، مايو 15، 2012
الجمعة، مايو 11، 2012
الخميس، مايو 10، 2012
محمود مختار
أدرج محرك البحث العالمي (جوجل) تمثال "نهضة مصر" الشهير في صفحته وضمن شعاره
مصطفى الأسواني - الشروق
يحتفي محرك البحث العملاق (جوجل) اليوم الخميس، بالذكرى الـ121 لميلاد المثال المصري الراحل محمود مختار، صاحب تمثال "نهضة مصر" الشهير.
وأدرج محرك البحث العالمي (جوجل) تمثال "نهضة مصر" الشهير في صفحته وضمن شعاره، وذلك بمناسبة مرور 121 عامًا على ميلاد النحات المصري محمود مختار الذي نحت التمثال.
ويعد الراحل محمود مختار، أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت وصاحب تمثال نهضة مصر، وله أيضًا متحف باسمه قائم إلى الآن يعد قِبلة لدارسي الفنون في مصر وشاهد على فترة تاريخية وسياسية هامة لمصر.
والتمثال القائم بأحد ميادين القاهرة الكبرى أمام حديقة الحيوان إلى الآن، يصور امرأة واقفة في ملابس الفلاحة المصرية ترفع عن وجهها الحجاب بيسارها، بينما يمناها مفرودة لتلمس بأصابعها رأس تمثال أبي الهول الذي يفرد قائمتيه الأماميتين في تعبير عن النهوض.
ويشير الراحل محمود مختار بهذا التمثال –بحسب موسوعة ويكيبيديا- إلى الشعب المصري بالفلاحة الأم.. فالمصريون يطلقون على بلدهم (أمنا مصر)، فيما أبو الهول يرمز إلى تاريخ مصر في فترات عظمتها وقوتها ونهضتها.
هذا، وقد سافر النحات المصري محمود مختار عام 1911 إلى باريس ليعرض نموذج لتمثاله نهضة مصر، بمعرض شهير آنذاك وهو معرض الفنانين الفرنسيين 1920 ونال عليه شهادة الشرف من القائمين على المعرض، ذلك التشريف الذي جعل بعض المفكرين البارزين في ذلك الوقت وحدا بهم إلى ضرورة إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة الكبرى. ولإنجاز ذلك الهدف الشعبي في ذلك الوقت، تمت الدعوة إلى تنظيم اكتتاب شعبي لإقامة التمثال وساهمت فيه الحكومة، وتحقق الحلم وكشف عنه الستار عام 1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الوافدين إلى العاصمة، ثم انتقل عام 1955 إلى مكانه الحالي قريبًا من جامعة القاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة، ولا زال قائماً شامخًا إلى الآن.
وعاش مختار في القاهرة منذ عام 1902 في أحد الأحياء القديمة، حيث بدت موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما جعلهم يخصصون له مرسم خاص به ضمن مبنى المدرسة لإعداد منحوتاته به.
كما أرسله راعى المدرسة الأمير يوسف كمال إلى باريس كي يتم دراسته هناك، حيث أرست نشأته الريفية في وجدانه جذور الانتماء حتى أثناء دراسته في باريس بعد تخرجه عام 1911، أبدع تمثالين لقادة الجيوش الإسلامية أحدهما لخالد بن الوليد والثاني لطارق بن زياد، كما اتخذ من الفلاح والفلاحة رموزاً قوية للنهضة والحرية التي كانت تسود المناخ الاجتماعي المصري، ووقف من الحركة الثقافية العالمية موقف الرائد المساهم وليس التابع المتلقي.
وساهم أيضًا في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، وفي إيفاد البعثات الفنية للخارج، واشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحًا عظيمًا، وأقام معرضًا خاصًا لأعماله في باريس عام 1930 وكان ذلك المعرض سبباً في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن التي سجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين.
ومن أشهر أعماله الفنية لوحتان من الرخام الأبيض منحوتتان على جانبي تمثال إيزيس ويعتبران من معجزات النمنمة النحتية البارزة، أما تمثال "إيزيس" نفسه الذي يعلو القاعدة فهو رائعة منحوتة في الرخام الأبيض يصور الآلهة المصرية تجلس القرفصاء وترفع ذراعيها خلف رأسها مجللة بالحزن واللوعة على "أوزوريس" ومأساته في الأسطورة الفرعونية القديمة.
هذا، وقد بدأ محمود مختار خطواته نحو العالمية عام 1913 حين عرض تمثال "عايدة" في صالون باريس، وبعد سبع سنوات عرض نموذجاً مصغراً "لتمثال نهضة مصر" فاستنفر أقلام كبار نقاد فرنسا ليعلنوا ميلاد فنان جديد يضيف أبعاداً مبتكرة لفن التمثال الحديث على أسس من التراث المصري القديم، وفي عام 1930 بعد إقامة نهضة مصر بعامين عرض أربعين تمثالاً في قاعة بباريس ممثلاً وجه الفن المصري المعاصر.
مصطفى الأسواني - الشروق
يحتفي محرك البحث العملاق (جوجل) اليوم الخميس، بالذكرى الـ121 لميلاد المثال المصري الراحل محمود مختار، صاحب تمثال "نهضة مصر" الشهير.
وأدرج محرك البحث العالمي (جوجل) تمثال "نهضة مصر" الشهير في صفحته وضمن شعاره، وذلك بمناسبة مرور 121 عامًا على ميلاد النحات المصري محمود مختار الذي نحت التمثال.
ويعد الراحل محمود مختار، أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت وصاحب تمثال نهضة مصر، وله أيضًا متحف باسمه قائم إلى الآن يعد قِبلة لدارسي الفنون في مصر وشاهد على فترة تاريخية وسياسية هامة لمصر.
والتمثال القائم بأحد ميادين القاهرة الكبرى أمام حديقة الحيوان إلى الآن، يصور امرأة واقفة في ملابس الفلاحة المصرية ترفع عن وجهها الحجاب بيسارها، بينما يمناها مفرودة لتلمس بأصابعها رأس تمثال أبي الهول الذي يفرد قائمتيه الأماميتين في تعبير عن النهوض.
ويشير الراحل محمود مختار بهذا التمثال –بحسب موسوعة ويكيبيديا- إلى الشعب المصري بالفلاحة الأم.. فالمصريون يطلقون على بلدهم (أمنا مصر)، فيما أبو الهول يرمز إلى تاريخ مصر في فترات عظمتها وقوتها ونهضتها.
هذا، وقد سافر النحات المصري محمود مختار عام 1911 إلى باريس ليعرض نموذج لتمثاله نهضة مصر، بمعرض شهير آنذاك وهو معرض الفنانين الفرنسيين 1920 ونال عليه شهادة الشرف من القائمين على المعرض، ذلك التشريف الذي جعل بعض المفكرين البارزين في ذلك الوقت وحدا بهم إلى ضرورة إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة الكبرى. ولإنجاز ذلك الهدف الشعبي في ذلك الوقت، تمت الدعوة إلى تنظيم اكتتاب شعبي لإقامة التمثال وساهمت فيه الحكومة، وتحقق الحلم وكشف عنه الستار عام 1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الوافدين إلى العاصمة، ثم انتقل عام 1955 إلى مكانه الحالي قريبًا من جامعة القاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة، ولا زال قائماً شامخًا إلى الآن.
وعاش مختار في القاهرة منذ عام 1902 في أحد الأحياء القديمة، حيث بدت موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما جعلهم يخصصون له مرسم خاص به ضمن مبنى المدرسة لإعداد منحوتاته به.
كما أرسله راعى المدرسة الأمير يوسف كمال إلى باريس كي يتم دراسته هناك، حيث أرست نشأته الريفية في وجدانه جذور الانتماء حتى أثناء دراسته في باريس بعد تخرجه عام 1911، أبدع تمثالين لقادة الجيوش الإسلامية أحدهما لخالد بن الوليد والثاني لطارق بن زياد، كما اتخذ من الفلاح والفلاحة رموزاً قوية للنهضة والحرية التي كانت تسود المناخ الاجتماعي المصري، ووقف من الحركة الثقافية العالمية موقف الرائد المساهم وليس التابع المتلقي.
وساهم أيضًا في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، وفي إيفاد البعثات الفنية للخارج، واشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحًا عظيمًا، وأقام معرضًا خاصًا لأعماله في باريس عام 1930 وكان ذلك المعرض سبباً في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن التي سجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين.
ومن أشهر أعماله الفنية لوحتان من الرخام الأبيض منحوتتان على جانبي تمثال إيزيس ويعتبران من معجزات النمنمة النحتية البارزة، أما تمثال "إيزيس" نفسه الذي يعلو القاعدة فهو رائعة منحوتة في الرخام الأبيض يصور الآلهة المصرية تجلس القرفصاء وترفع ذراعيها خلف رأسها مجللة بالحزن واللوعة على "أوزوريس" ومأساته في الأسطورة الفرعونية القديمة.
هذا، وقد بدأ محمود مختار خطواته نحو العالمية عام 1913 حين عرض تمثال "عايدة" في صالون باريس، وبعد سبع سنوات عرض نموذجاً مصغراً "لتمثال نهضة مصر" فاستنفر أقلام كبار نقاد فرنسا ليعلنوا ميلاد فنان جديد يضيف أبعاداً مبتكرة لفن التمثال الحديث على أسس من التراث المصري القديم، وفي عام 1930 بعد إقامة نهضة مصر بعامين عرض أربعين تمثالاً في قاعة بباريس ممثلاً وجه الفن المصري المعاصر.
الثلاثاء، مايو 08، 2012
الأحد، مايو 06، 2012
السبت، مايو 05، 2012
الجمعة، مايو 04، 2012
هـــام عن قضية تفجير كنيسة القديسين

٤/ ٥/ ٢٠١٢
وقال جوزيف ملاك، محامى كنيسة القديسين: إن هيئة مفوضى الدولة حددت أولى الجلسات فى ١٩ مايو الجارى لنظر الدعوى المقيدة برقم ٥٨٤٨ لسنة ٦٦ ق ضد المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، والمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام.
وأوضح «ملاك»، أن الكنيسة طلبت فى الدعوى بإلزام «طنطاوى»، بصفته حاكم البلاد، بسرعة ضبط المتهمين فى الواقعة، وإلزام وزير الداخلية بإرسال التحريات الخاصة بالقضية إلى النيابة لاستكمال أركانها، حيث إن ملف القضية لا يحتوى على التحريات، مؤكداً أن نيابة أمن الدولة، وهى المسؤولة عن ملف التحقيقات، أكدت أن القضية لم تحل إلى القضاء لعدم وجود متهمين أو تحريات والكنيسة مستعدة لتدويل القضية، بعد اتهامها «الداخلية» بالتقاعس عن أداء دورها فى هذا الملف، رغم المطالبات الرسمية من الكنيسة بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
وأكد نادر مرقص، عضو المجلس القبطى الملى فى كنيسة الإسكندرية، أن الكنيسة لن تترك دماء شهدائها ومن يراهن على نسيان الأقباط لهذه الجريمة بهذا التباطؤ المتعمد فهو واهم، مشيرا إلى أنه «طرق جميع الأبواب وللأسف لم يجد رداً».
المصرى اليوم
الأربعاء، مايو 02، 2012
الثلاثاء، مايو 01، 2012
عاجل الكل يستعد احتلال سعودى للاراضى المصرية – جون جورج كيرلس
هل يخفى على احد الان ان كل ما يحدث فى مصر بترتيب سعودى و بهيمنة مهينة لمصر؟ كان عمل المصرين فى السعودية اكبر كارثة حدثت لمصر، فتم تغيير الثقافة المصرية بالكامل من خلال سفر الملايين من المصريين و رجوعهم الى مصر بأفكار الوهابية و التطرف و تأثيرهم على عائلتهم و كل ما حولهم، فتوغل التطرف فى الفكر المصرى على مدار السنين. فالآن وانت تتحرك فى شوارع مصر لا تعرف هل انت فى مصر حقا اما فى افغانستان او باكستان او السعودية!!! و السؤال هو "هل وقف التوغل السعودى فى شئون مصر عند ذلك؟" بكل تاكيد "لا"
فنرجع الى الوراء و نرى دور الملك فيصل بن عبد العزيز فى توغل و تحكم الاخوان فى مصر في فترة حكمه للسعودية بين (1964 - 1975). وقتها كانت العلاقات بين السعودية ومصر والتي كان يرأسها وقتئذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أقصى توترها بين الدولتين ذات النظامين السياسيين المختلفين جذريا. و لاحقا وبعد رحيل الرئيس عبد الناصر، وحدوث تقارب بين خلفه الرئيس أنور السادات والملك فيصل بن عبد العزيز، سعى فيصل لإحداث تقارب بين الإخوان والسادات فسيطر المنتمون للإخوان المسلمين على المناحي التعليمية في الجامعات تحديدا في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وكذلك على المنابر الإعلامية خاصة في فترة حكم الملك فيصل في السعودية فكان هذا بداية التطرف فى مصر و انهيار الشخصية المصرية المعتدلة.
و الان نتكلم عن الغزو الفضائى السعودى الوهابى لمصر من خلال تمويل قنوات اسلامية وهابية تدعو الى كراهية الآخر مثل قناة الناس و الرحمة و غيرها الكثير و التى يتابعها الملايين من المصريين اغلبهم من البسطاء الذين يسمعون بلا ادنى تفكير كلام الشيوخ المدربين على التأثير عليهم، و على رأس هؤلاء الشيوخ الشيخ محمد حسان فلنرى من هو الشيخ محمد حسان
- ولد الشيخ في قرية دموه مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية.
- التحق الشيخ وهو في الرابعة من عمره بكتاب القرية وأتم حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره على يد شيخه مصباح محمد عوض ثم أنهى حفظ بعض المتون في اللغة العربية والفقه الشافعي والعقيدة .
- التحق الشيخ بالدراسة النظامية حتى أنهى الجامعة بالحصول على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا.
- ثم التحق مباشرة بمعهد الدراسات الإسلامية للحصول على الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية .
"ومن هنا يبدا توغل الفكر الوهابى" - سافر الشيخ إلى السعودية ليعمل إماما وخطيبا لجامع الراجحي لمدة تزيد على ست سنوات.
- عمل مدرسا لمادتي الحديث ومناهج المحدثين في كليتي الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيمبتوصية من الشيخ صالح العثيمين.
· كان أغلي داعية في قناة الناس.. يتقاضي
· شهريا 50 ألف دولار.. وفي رمضان يسجل 15 ساعة مقابل 100 ألف دولار
· فيلاته تنتشر في أكتوبر وجمصة والعاشر من رمضان وكفر البدماص وميت بدر في المنصورة واشتري فيلا حليمو في مدينة الشروق
· العائلة لديها أسطول سيارات خصص لنفسه اثنتين منها الأولي فولكس واجن باسات ألمانية الصنع والثانية أكبر وأحدث نوع من التويوتا
· فرغم عمره الخمسين - حسان من مواليد 8 ابريل 1962 - إلا أنه استطاع أن يبني لنفسه شهرة عريضة ليس في مصر وحدها ولكن في العالم الإسلامي كله، ويتصدر مشهد الدعاة بعد أن غاب الكبار عن الساحة منذ سنوات، وكان علي رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي.
· محمد حسان ، يحظي بحالة قبول عالية في الأوساط الشعبية، هو رجل الدعوة المفضل عندهم، ولا تتعجب إذا وجدت من بين مريدي الرجل من يحبونه أكثر من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم، وكان مشهد آلاف المريدين الذين أحاطوا بمستشفي كليوباترا في مصر الجديدة ليطمئنوا عليه بعد أن أصيب بالبكم، دالا علي أننا أمام رجل ليس داعية عاديا أو عابرا، ولكننا أمام كاريزما تلعب بالعقول وتداعب المشاعر وتدغدغ العواطف.
· هو رجل ، يخفض جناحه للمؤمنين، ورغم أن هناك من يتهمه بالتطرف والتعصب، إلا أنه وفي مرحلته الأخيرة من الدعوة وهي مرحلة الفضائيات أصبح أكثر ذكاء و دهاء من المرحلة السابقة وهي مرحلة شرائط الكاسيت، وهي المرحلة التي كان يحرم فيها مشاهدة التليفزيون ويطلق عليه "المفسديون"
· بل إنه وفي بداية انتشار الإنترنت في مصر، أنشأ موقعا لنفسه، ووضع علي صفحته الرئيسية صورة له، وبعد أيام رفع الصورة، وكتب يقول لمتصفحي الموقع، إنه يعتذر عن نشر الصورة وقد رفعها حتي لا تكون فتنة.
· لقد تغير الشيخ كثيرا، وأصبح يهتم بمظهره العام، أيام كان خطيبا للمنبر فقط، يتناقل مريدوه مواعظه وخطبه النارية التي كان يعرف فيها كيف يؤثر علي جمهوره، للدرجة التي ألقي فيها ذات مرة قصيدة فاروق جويدة التي واجه بها سلمان رشدي بعد أن أصدر روايته آيات شيطانية التي هاجم فيها الرسول وآل بيته، وقد استخدم الشيخ كل المؤثرات الصوتية أثناء إلقائه للقصيدة، فلم يتمالك من يسمعه نفسه أو يمنعها من البكاء.
· في هذه المرحلة لم يكن حسان يهتم بنفسه، ذقنه طليق لا يهذبه، يرتدي البسيط من الثياب، لكن وبعد أن أصبح نجما فضائيا، فهو يهتم بمظهره أكثر من ذي قبل، ولا ينافسه في ذلك إلا الشيخ محمد حسين يعقوب، الذي يطلب من مسئولي الإضاءة في الاستوديوهات التي يصور بها أن يسلطوا الأضواء عليه أكثر حتي يبدو وجهه نورانيا.
· تقوي محمد حسان وعمله من أجله للدعوة الإسلامية، لم تقف حائلا أن يصبح الرجل واحداً من أثرياء الدعاة، ولأنه أصبح صاحب قناة فضائية هي الرحمة ، فإننا يمكن أن نقول إنه أصبح واحداً من أثرياء رجال الأعمال في مصر.
و السؤال الآن "هذا الرجل الذى يؤثر فى الملايين من المصريين صنعة من؟" هل يستطيع احد ان ينكر انه صناعة سعودية مائة فى المائة، و انا الآن اجزم بأن هذا الرجل قادر ان يحرك ربع الشعب المصرى دون ان يفكروا في ماذا طلب منهم. و بالرجوع الى الجماعات السلفية فى مصر التى تعترف دون حياء بالتمويل السعودى لهم و تشكر السعودية على هذه العطية من البابا العالى
والان عندى سؤال أخير و أحب أيضا أن أعطى إجابة عليه من عقلى "هل كان نظام حكم مبارك عسكرى ام اسلامى؟" فسوف اكون فى منتهى الساذجة ان قلت ان نظام مبارك كان عسكرى فقط، نظام مبارك كان خليط بين السلفية و العسكرية، فكل هولاء الشيوخ و التوغل الوهابى فى مصر جاء بتمرير من مبارك وامن الدولة.فلا ننسى ابدا علاقة مبارك القوية جدا بالسعودية، ولا ننسى ابدا استخدام امن الدولة للسلفين لمحاربة الكنيسة القبطية والاقباط بصور كثيره من هجوم على كنائس و خطف القاصرات القبطيات و المظاهرات القذره التى كانت تهاجم البابا شنودة بأقذر الطرق تحت مباركة امن الدولة. و اخيرا تفجير كنيسة القديسين التى تمت بتعاون بين سلفين و امن الدولة.
و الان ابعث باشارة التحذير الى كل مصرى صميم نحن تحت الاحتلال و من لا يرى ذلك عليه فقط ان يفتح عيناه.
جون جورج كيرلس متياس
المصرى اليوم | بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
بقلم فاطمة ناعوت ٢/ ٢/ ٢٠٠٩ |
| فى مقالى السابق، الذى بكيتُ فيه جمالَ مصرَ القديمَ حتى الستينيات الماضية، الذى اِستُبدِلَ به الآن قبح على الأصعدة كافة، البصرية والسمعية والفنية والسلوكية والفكرية والبيئية والسياسية، عاتبنى بعضُ الأصدقاء لقولى إن الراقصةَ فى أفلامنا القديمة كان راقيةً سلوكًا ولفظًا، قبل أن تدهمَ مصرَ تلك السوقيةُ التى نخرتِ الشارعَ المصريّ، الذى كان بالأمس أحد أجمل شوارع العالم. قالوا فى تعليقاتهم إن الرقصَ ابتذالٌ وعهرٌ! وتساءلوا كيف لكاتبةٍ مثلي، جعلتِ المرأةَ والارتقاءَ بها قضيتَها الأولى، أن تقول إن الرقصَ فنٌّ راقٍ؟! والحقُّ أن لا شيءَ رفيعٌ فى ذاته أو مبتذلٌ. الرقيُّ والابتذالُ يحصلان من كيفية تناول هذا الشيء، وأسلوبية صناعته. كلُّ فنٍّ حقيقيّ هو بالضرورة راقٍ، وكلُّ زائفٍ هو ركيكٌ ومبتذلٌ، ولو كان يجسّدُ الفضيلةَ ذاتَها. ذاك أن الفضيلةَ تأبى أن تمرَّ إلا عبر الحقيقيّ، والعكس صحيح. فالفنُّ التشكيليُّ، مثلا، منجزٌ إبداعيٌّ إنسانيّ. سيكون راقيًا حين يخرج من ريشة فنانٍ حقيقيّ، ويكون ركيكا مبتذلا حينما يتطاولُ عليه مُدّعٍ لا يعرفُ أسرارَ اللون والفضاء والخط. اللوحةُ التى تصوّرُ امرأةً عارية، لن تكون مبتذلةً بسبب مضمونها الذى قد يراه السلفيون باخوسيًّا إباحيًّا، لكنها ستكون ألفَ مبتذلةٍ إذا ارتكبتها ريشةٌ ضحلةٌ غيرُ موهوبة. وإلا فكيف نصنِّفُ لوحات أوجست رينوار؟ لم ير أحدٌ من نقاد التشكيل فى العالم فى نساء رينوار العاريات أيَّ لونٍ من الإثارة أو الابتذال. بل على النقيض من ذلك، حُسبَت له براعتُه فى تجسيد براءةِ حواءَ ورقيِّ أنوثتها. ذاك أن ريشتَه المدهشةَ تجبرُ عينَ المُتلقى ألا تتوقفَ عند العُريّ، بل تخترقه إلى حيث الجوهر الفاتن الشفيف للأنثى فى أجلى مستويات صفائها الروحيّ والجسدي. هنا فنٌّ حقيقيّ. ومن ثَم هنا رقيُّ وعلوّ. الشيءُ ذاته ينسحبُ على الفنون كافة، مثلما ينسحب على الرقص، بكلِّ ألوانه. أصدقاؤنا الغاضبون الذين لم يروا فى الرقص إلا صدورا وخصورا، لم ينظروا إلا إلى القشرة التى تحمى جِذْعَ الشجرةِ من الرطوبة والحشرات. لكن فتنةَ الرقص، تكمنُ فى نَسْغِه الخبىء، المُحاط بألفِ سياجٍ لا يقدرُ على اختراقِها إلا عينٌ مدربةٌ على تعاطى الفنِّ وتقديره. من قُدّر له أن يزورَ شعوبَ أمريكا اللاتينية يعرفُ كيف حَلَّتْ تلك البلادُ الفقيرةُ مشاكلَها الوجوديةَ، بل الاقتصاديةَ بالرقص. تصوروا أن بلدًا فقيرا مثل فنزويلا دخل موسوعة جينيس بوصفه الشعبَ الأكثرَ سعادة فى العالم! رأيتُ بعينى كيف يكدّون بالنهار، وبالليل يقشّرون عنهم أوجاعَهم بالميرينجى والسالسا والسامبا! واذكروا معى كيف وظّف هنريك إبسن رقصةَ التارنتيلا الإيطاليةَ فى «بيت الدُّمية» ليمهّدَ لصفقة بابٍ هزّت أركانَ الدنيا، لتعلنَ أن المرأة ليست دُميةً، بل كيانٌ راقٍ بديع يستحق أن يُقَدَّس. واذكروا أيضًا تانجو التى رقصها آل باتشينو فى «عطر امرأة» وهو كفيف، ليعلّمنا أن الرقصَ مُهذِّبٌ الروحَ. وانظروا كيف جعل يوسف شاهين الرقصَ يعالجُ أدرانَ النفس، فى فيلم عن العلاّمة ابن رشد. ثم انظروا الآن إلى نيلى كريم، كيف رسمتْ تابلوهاتٍ فادحةَ العذوبة على موسيقى «انت عمري» لعبد الوهاب. صنعت الباليرينا النحيلةُ برقصتها لوحةً شرقيةً غربيةً رعوية بدويةً هنديةً أسبانيةً. فى ثلاثِ دقائقَ قدّمت لكَ العالمَ. العالمَ الأجملَ الذى لم نره بعد. |
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)