الاثنين، أكتوبر 31، 2011

المصرى اليوم | رسالة إلى الشيخ عبد المقصود (٣)


بقلم فاطمة ناعوت ٣١/ ١٠/ ٢٠١١
تحيةً إلى الشيخ الجليل، وبعد. بدايةً، أدعو القراءَ لمتابعة حلقات «فضفضة» على قناة «الناس» يوم الاثنين، التى يتفضل فيها الشيخُ مشكورًا بالردّ على رسائلى، لتعميم الفائدة. على أن د. عبدالمقصود، فيما يبدو، يردُّ على رسائلَ لم أكتبها. إذ بدأ حلقته بقوله: «العلمانيون يسعون للشهوات».! ثم اعتبر المقولةَ حقيقةً مُتفقًا عليها، فاستطرد فى ذكر أحاديثَ تناهضُ الشهوات! فهل اختلفنا حول مفاسد الشهوات ليقنعنا بها؟ وهل اتفقنا على رأيه فى العلمانيين، فيما هو إلا مغالطة وفِرية أبعد ما تكون عن الواقع؟
مَن أخبرك يا مولانا أن العلمانىَّ شهوانىٌّ؟! أليس هذا رجمًا مُرسلاً وتعميمًا لا يليق بقامتك العلمية؟ لم أرَ علمانيّا شهوانيّا، بالعكس! العلمانىُّ يحترمُ نفسَه، لأنه يحترم قيمة الإنسان: فلا يظلمُ ولا يطمعُ ولا يتجبّر ولا يتعالى ولا يشتم ولا يُكفِّر الناس ولا يُغيِّر موقفه تبعًا للمصالح ولا يتزوجُ إلا امرأة واحدة، ولا يُفْرِط فى طعام، وجارُه جائع. والأهمُّ أنه لا يعتبر نفسه إلهًا يُثيبُ الناسَ ويعاقبهم، فيعطّل عملَ الله يومَ الحشر. إنسانيتُه الضعيفةُ تتواضعُ أمام ألوهية الله- تعالى- عكس ما يفعل المتطرفون منّا. أرجو أن تراجع مفهوم «العلمانية» الصحيح، بعيدًا عن تعريفات ساذجة أشاعها العاميون، فأضحَكوا علينا العالمين.
ثم تكلم الشيخُ عن فاشية الصليبيين فى العهود القديمة!! فهل نعاقبُ مسيحيى مصرَ فنُروِّعُهم ونهدم كنائسهم ونقتلهم يوم عيدهم، لأن الصليبيين أساءوا؟
أتزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى؟ هل هذا من العدل فى شىء؟ أسألُكَ- وأنا أعلم ما يحملُ قلبُك من نقاء-: أيرضيكَ أن يُفتَى بحرمة توصيل قسٍّ إلى كنيسته، ولو فعلها سائقٌ لارتكبَ إثمًا يفوق توصيلَ إنسان إلى خمّارة، إذْ ما يحدث فى الكنائس أعظمُ كفرًا؟! أيندرجُ هذا تحت باب التضييق عليهم فى الطرقات مثلا؟ أيرضيكَ أن يُفتَى بحرمة مواساة مسيحى فى موت أبيه، وتمنِّى الرحمة له، لأنه داخلٌ جهنم لا محالة؟! اِستفتِ قلبَك وأجبْ، رحمكَ اللهُ ورحمنا من غلاظة القلب.
لو كنا فى دولة تطبّقُ القانونَ، وتحترم الإنسان، لسيقَ المحرّضون إلى ظلمة السجون بتهمة العنصرية. هم صانعو الشِّقاق موقظو الفتنة التى تدفع ثمنَها مصرُ من دم بنيها وبناتها. ببساطةٍ يقول أحدُهم: «المسيحىُّ كافرٌ»، فيضغطُ غيرُه الزنادَ، فمَن القاتلُ الفعلىّ؟ وما الداعى لإعلام الناس بكفر غير المسلمين، ومصرُ تتأججُ طحنًا وتفتتًا؟! وماذا لو مددنا خيطَ الفتنة لنهايته، فحمل المسلمُ سيفًا، والمسيحىُّ سيفًا، هل تتحمل مصر حربًا أهلية؟
أليس من حقى أن أغار على عقيدتى، فأتمنى أن تمتلئ قلوبُ أبناء دينى بالمحبة التى نسوها مع الزمن؟ ذكرتُ غبطتى المسيحيين إذْ يدعون لنا فى صلواتهم: «نُصلّى من أجل إخواننا أصحاب الديانات الأخرى، ليحيوا عمقَ إيمانهم، حسبَ قصد الله. نُصلّى من أجل كل مَن يمارس العنف باسم الدين، ليكتشفَ غِنى وعظمة حب الله».
أغارُ، وأرجو أن نفعلَ مثلهم، أو على الأقل لا نشحنُ القلوبَ ضدّهم، فكان ردُّك، فى حلقة سابقة: أن أتنصَّر!! هل تختارُ لى دينى؟! حرىٌّ بك أن تدعو المتطرفين إلى التحابّ والود بدلَ تسفيه كلامى. فتسفيه ما لا يعجبنا من قول سهلٌ. الصعبُ هو المحاججة، والأصعبُ هو مجاهدةُ النفس وتنقيتها من البغضاء، كفانا الله وكفاك شرَّها. ألم ينهض رسولُنا الكريمُ واقفًا عند مرور جنازة، ولما أخبروه أنها ليهودى، قال: «أوليست نفسًا؟».
أما كتاب «فى الشعر الجاهلى»، فأرجو أن يراجع الشيخُ قضيته ليعرف أن طه حسين قوضىَ لقوله «إن كثيرًا من الشعر الجاهلى منحولٌ لم يُكتب إلا بعد ظهور الإسلام، لأسباب سياسية». ثم إنى لم أمتدحِ الكتابَ ولا صاحبَه، فالأستاذُ لا يُعوزُه مديحى. بل امتدحتُ عصرًا مستنيرًا سمح بمقارعة الحُجّة بالحجّة، لا بالسيف... وللحديث بقية.




المصرى اليوم | رسالة إلى الشيخ عبد المقصود (٣)

الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

صاحب جائزة الحكم الرشيد: ما حدث فى حق الأقباط جريمة بكل المقاييس - بوابة الشروق


دينا عزت
«كيف تسمح الدولة ان يحدث هذا بحق الاقباط.. ان ما جرى بحق الاقباط يوم التاسع من اكتوبر هو جريمة بكل المقاييس،» هكذا قال داعية الحكم الرشيد فى افريقيا، البريطانى صاحب الأصول السودانية، محمد ابراهيم ــ المعروف بمو ابراهيم ــ صاحب الجائزة الأشهر لنشر الحكم الرشيد فى القارة السمراء.
وعندما تحدث لـ«الشروق» عبر الهاتف من لندن بعد ساعات من الإعلان عن اسم الفائز بجائزة مؤسسة مو إبراهيم للحكم الرشيد والقيادة الحكيمة فى أفريقيا، أكد الناشط الأفريقى ان ما يحدث بحق الأقباط فى مصر يتنافى وأسس مبادئ المواطنة المتساوية التى هى فى جوهر الحكم الرشيد.
«لابد من المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والعرق وأى شىء اخر، يجب ان يكون لكل مواطن نفس الحقوق التى يتمتع بها المواطن الآخر»، هكذا شدد إبراهيم، مضيفا ان التعقيدات الإدارية التى تواجه أقباط مصر فى بناء بل وفى أبسط أعمال الترميم لكنائسهم لا يمكن ان تكون مقبولة للاستمرار فى اطار التحول الديمقراطى الذى تسعى إليه مصر. «ليس هكذا يصنع الحكم الرشيد وليس هذا هو الطريق للديمقراطية»، حسبما أشار إبراهيم.
«إن أقباط مصر هم جزء أساسى من الشعب المصرى فهم لم ينزلوا إلى مصر من على سطح كوكب آخر ويجب ان يكون لهم كل الحقوق التى يتمتع بها أى مواطن آخر»، حسبما شدد إبراهيم.
إبراهيم أضاف لـ«الشروق» ان التصاعد المؤلم الذى شهدته مصر فى مساء التاسع من أكتوبر يجب ان يوضع فى سياقه حتى يحسن التعامل مع الامور، «والسياق هنا ان فى ناس حرقت كنائس ولم تتلق العقاب الرادع والفورى، فتكررت هذه الحوادث». وبحسب الناشط الأفريقى البارز «لو ان من حرق كنيسة أو تعدى على حقوق مواطن قبطى لقى عقابا رادعا من أول يوم لما تكررت الأحداث ولما وصلت الامور إلى هذا الحد».
إبراهيم أضاف «أين كان قانون الطوارئ من هدم الكنائس ومعاقبة فاعليه، وأليس من المفترض ان هذا القانون يفعل فى وجه من يقوم بمثل هذه الأفعال».
وشدد إبراهيم على أهمية التعامل «الحاسم مع كل القوى التى تحرك وتمول وتحرض ضد المسيحيين فى مصر» أيا كانت انتماءاتهم، مشيرا فى الوقت نفسه إلى ضرورة التحسب من ان تتحول احداث التاسع من أكتوبر إلى مبرر لفتح الباب أمام انماط من الحكم أو إجراءات تتنافى مع المبادئ الخاصة بالحكم الرشيد أو تدفع فى اتجاه الحكم العسكرى.
وحذر إبراهيم انه بدون تآلف وتفاهم بين كل المصريين بغض النظر عن الانتماءات الدينية والسياسية فإن تحرك مصر نحو الديمقراطية سوف يتعثر، مشيرا إلى حاجة مصر فى تفعيل مسببات الحكم الرشيد.
من ناحية أخرى، قال إبراهيم ان الجائزة التى حصل عليها بدرو فيرونا بيريز للحكم الرشيد، من مؤسسة مو ابراهيم صباح الأحد العاشر من أكتوبر فى العاصمة البريطانية لندن، هى رسالة لكل من يريد ان يصنع الانتقال الديمقراطى ان هذا الانتقال يتحقق من خلال عناوين واضحة هى «الشفافية والعدل واحترام الآخر».
إبراهيم الذى وصف بيريز، رئيي كاب فيردى والذى استطاع ان يكتب قصة نجاح غير مسبوقة لبلاده من خلال الاحتكام للانتخابات وعدم اساءة استخدام موقفه كبطل من أبطال الدعوة للحرية والديمقراطية «وانه رفض تعديل الدستور ليبقى فى الحكم اكثر من عشر سنوات» يمثل نموذجا يجب ان تنظر إليه الدول الراغبة فى التحول الديمقراطى وتحقيق التنمية؟

صاحب جائزة الحكم الرشيد: ما حدث فى حق الأقباط جريمة بكل المقاييس - بوابة الشروق

الثلاثاء، أكتوبر 11، 2011

فيفيان مجدي تروي كيف قتلوا مايكل مسعد .. في مانشيت

فيديو قنبلة لن تصدق ما تقوله المستشارة نهى الزيني و مفاجآة رهيبة و منى ا...

اليوم السابع | الغضبُ النبــــيل

فاطمة ناعوت

الغضبُ النبــــيل

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 - 15:54

أكتبُ إليكم، الساعة الثانية ظهرًا، وأنا فى طريقى لمسيرة «الغضب النبيل»، الأحد 9 أكتوبر، التى يحمل فيها المصريون الشموع، ويقفون معًا، يدًا واحدة، رافضين ما يحدث لأقباط مصر من ترويع وحرق كنائس وممتلكات وسباب وتكفير، وشحن مستمر ضدهم، لم تعرفه مصرُ عبر تاريخها، ولا تقبله مصرُ الجديدةُ بعد ثورة يناير التى بعدُ لم تستعد حقوقَ الأقباط المهدَرة منذ ستة قرون. رافضين ما يتلفظ به غلاظُ قلبٍ متطرفون من كلمات لا تليق بمسلم أن يقولها، ولا تليق بمسيحى أن تُقال فى حقّه، يجب توقيفهم بتهم: «ازدراء الأديان»، و«التحريض على الفتنة الطائفية»، و«تكدير السِّلم العام». وإن كنّا لا نُعير بالاً كبيرًا لأولئك الذين يملأون الفضائيات ضجيجًا وسبابًا ونزقًا فى القول يُشعلُ النارَ بين المسلم والمسيحى من أبناء مصر، لأنهم محسوبون على أنفسهم ولا يمثلون إلا أنفسهم، إلا أننا غير قادرين على المرور بنفس المنطق غير المبالى مع كلمات مُفتى الديار المصرية التى قالها مازحًا فأغضب المسلمين والمسيحيين معًا، مثلما أغضب مصرَ والتاريخ الذى سيذكر هذه الكلمات بحزن وعجب، لأن رجلاً فى مكان د. على جمعة ومكانته، لابد أن يزن كلامه بميزان الذهب، إذْ يعرف أنه لا ينطق عن نفسه وحسب، بل عن شعب مصر بأكمله، بما أن فضيلته مفتى الجمهورية المصرية. فهل يرى فضيلة المفتى أن شعب مصر «كلَّه» يقبل أن يُنعت «بعضُه» بأنهم «حشّاشون»، بينما هذا «البعضُ» هم شريحةٌ ضخمة من شعب مصر «أبناؤها الأقباط»؟ يخرج المصريون اليومَ فى «مسيرة الغضب النبيل» لأن المصريين يدركون جيدًّا أن أقباط مصر المسيحيين شعبٌ مسالمٌ بالفطرة وبأمر كتابهم الذى يأمرهم بالإحسان للمسيئين إليهم: «أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم. لكى لا يكون فى قلوبنا حقدٌ ضد أحد، ولا حتى الشيطان» تسألُ أحدَهم: كيف تأتون بطاقة التسامح الهائلة تلك؟ فيجيبك: «لو أن أحد الرجال ضربك بعصا، هل تكره العصا؟» فتجيبه: «كلا طبعًا!» فيكمل قائلاً: «كلُّ مَن يسىء إليّ إنْ هو إلا عصا فى يد الشيطان، لذلك أحبّه وأتعاون معه ضدّ عدونا المشترك: الشيطان». لذلك لا نندهش حين نقرأ فى الصحف أن الأقباطَ شاركوا المسلمين افتتاحَ مسجد بقرية «أبو شوشة» بقنا، لكننا نتقزز حين نتذكر المتطرف الأهوج الذى خرج يصرخ فى الناس: «منبقاش رجالة لو مولعناش فى كل كنايس إمبابة!» ثم يسبُّ رمزَ أقباط مصر «البابا شنودة»، بألفاظ خشنة بذيئة لا تليق! فى نفس اللحظة التى يتبرّع فيها البابا بقيمة الجائزة التى نالها مؤخرًا من ألمانيا لصالح مستشفى سرطان الأطفال. لم يفكر إذن الرجلُ الوطنى فى شراء أسلحة للكنائس «حسب فِريّة د. سليم العوّا»، لحماية أبنائه الذين يُقتّلون فى صلواتهم، ولم يفكر حتى فى منح قيمة الجائزة لأبنائه المسيحيين، بل منحها لأطفال مصر المرضى دون النظر إلى عقائدهم، لأنه يؤمن، عكس ما يؤمن المتطرفون منّا، بأننا جميعنا أمام الله سواء، وأن حبَّ الله للبشر متساوٍ بصرف النظر عن لوننا ونوعنا وعِرقنا وعقيدتنا، لهذا يحبُّنا المسيحيون مهما أسأنا إليهم وأخطأنا فى حقهم، فيدعون لنا فى قداساتهم قائلين: «نُصلّى لإخواننا أبناء مصرَ من غير المسيحيين»، بينما بعض شيوخنا يدعون عليهم فى خُطب الجمعة، فيشعلون الفتن الطائفية التى يدفع ثمنها المصريون جميعًا. هكذا يُخجلُنا المسيحيون حين يغفرون للمتطرفين منّا، نحن المسلمين، وينسون إساءاتنا مرّةً بعد مرّة، فنشعر، نحن المسلمين المعتدلين، بهول المسؤولية الملقاة على عاتقنا بضرورة حمايتهم من بطش الباطشين منّا، مادامت الدولةُ متراخيةً عن حمايتهم وتأمين كنائسهم من الهدم والحرق العمد مع سبق الإصرار والترصد، وفى وضح النهار على مرأى العالم ومسمعه، فيما يشّكل وصمةً فى ثوب مصر لن ينساها التاريخ. مازلنا نتساءل بمرارة لماذا لم يتم توقيف هادمى كنيسة صول، والماريناب، بينما حُكم فورًا على من «حاول» هدم معبد يهودى بخمسة أعوام سجن؟ أرفضُ، وأخشى، أن تكون الإجابة: «إسرائيل مُهابَة الجانب واحنا مش قدها، بينما الأقباط طيبون وبيسامحوا!» نخرج اليومَ، الأحد، فى مسيرة «الغضب النبيل» لنعلن رفضنا تهاون الدولة مع البلطجية الذين يروّعون الآمنين، والمشايخ الذين يزرعون الفُرقة فى الصدور، ثم تضرب الشرطةُ العسكرية والقواتُ الخاصة متظاهرى ماسبيرو المسالمين الثلاثاء الماضى وتعذب «رائف فهيم» بوحشية كاد معها أن يفقد حياته، لمجرد أنه قال: «لا لحرق الكنائس!» لكل ما سبق نقول: «لا»، لكلّ دخيل يسعى لتمزيق نسيح الشعب المصرى الواحد، الذى ظل واحدًا سبعين قرنًا، وسوف يظل إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.

بعد الواقعة:
أعودُ لأتمّم مقالى الساعة 11 ليلاً بعد عودتى من واقعة «الهول العظيم»، التى بدأت نهارًا كمسيرة شموعٍ راقية رفيعة من أجمل ما يكون، لتنتهى على نحو بشع لا يُصدّقّ! قتلى وجرحى وأشلاء وطيش وويل وبلاء!! لَكَم انتظرتُ طويلاً أن يخرج المسلمون ليساندوا المسيحيين، وتحقق حُلمى أخيرًا بعد طول انتظار وشاهدتُ المصريين معًا على الحق! ولكنْ، ما أطول انتظار الحُلم وما أقصر وجوده! لَكم مزّق قلبى ما انتهى إليه حُلمى الموؤود!






اليوم السابع | الغضبُ النبــــيل

القس فليمون خليفة: حميت جنديًا من المتظاهرين رغم أني شاهدته يدهسهم بالمدرعة


القس فليمون خليفة: حميت جنديًا من المتظاهرين رغم أني شاهدته يدهسهم بالمدرعة


11/10/2011


التقت «المصري اليوم» القمص فليمون خليفة، كاهن حوش عيسى بالبحيرة، الذي قال الشهود إنه قام بحماية جندي تابع للشرطة العسكرية من الموت بعد أن حاول المتظاهرون الغاضبون الفتك به في «أحداث ماسبيرو»، التي راح ضحيتها العشرات في اشتباكات بين متظاهرين أقباط والشرطة العسكرية.
قال القمص: «شاركت مع مجموعة من الكهنة في مقدمة المسيرة السلمية، التي خرجت من شبرا للتنديد بما حدث من حرق وهدم كنيسة (مارجرجس) بإدفو، ولقد خرجت المسيرة بشكل منظم وسلمي، وكانت كل الهتافات تطالب بإقالة محافظ أسوان، وإعادة بناء الكنيسة، وترفض استخدام القوة من قبل الشرطة العسكرية في فض الاعتصام بالقوة يوم الثلاثاء الماضي».
وأكد القس أنه بمجرد وصول المسيرة إلى ميدان التحرير قامت الشرطة العسكرية بإطلاق النيران في الهواء، وخرجت مدرعتان لملاحقة المتظاهرين. وأضاف: «في المرة الأولى شاهدت بعيني المدرعة تدهس 3 أطفال كانوا في المسيرة مع آبائهم، لم يستطيعوا الجري، وعقب عودة إحدى المدرعات اصطدمت بالرصيف وتوقفت، فقام الشباب القبطي بمحاصرتها، وتوجهوا للنيل من الجندي، الذي يقود المدرعة، لكني قلت له اخرج، وعقب خروجه قمت بحمايته، إلا أن الشباب قاموا بضربه، فتلقيت اللكمات نيابة عنه، حتى إنها تسببت في إصابات في اليد والساعد والأصابع».
وأكد القس الذي يروي شهادته لـ«المصري اليوم»: «لكنى رفضت أن أتركه لأنه ينفذ الأوامر، ولا ذنب له فيما حدث، على الرغم من أني شاهدت المدرعة التي يقودها تدهس الأطفال والشباب.. وقال لي الجندي (ماتسبنيش يابونا أنا مليش ذنب)، واستمريت في حمايته، حتى قام البعض بعمل دائرة حولي وحوله إلى أن أوصلته إلى كتيبته أمام التليفزيون».
واتهم القس فليمون خليفة التليفزيون المصري بالتحريض على إيذاء المتظاهرين السلميين، مؤكداً أنه كان شاهد عيان على عنف الجيش تجاه المتظاهرين.





القس فليمون خليفة: حميت جنديًا من المتظاهرين رغم أني شاهدته يدهسهم بالمدرعة

بحبك يا مصر - القس سامح موريس ... I Love You Egypt by pastor Sameh Moris

أحداث ماسبيرو .. الشيخ مظهر شاهين - القس سامح موريس

التليفزيون المصري وتحريض المصريين ضد الأقباط

فيديو ::: كــــــــامل و واضح لأحداث اعتداء الجيش المصري علي الاقباط

رسالة من قبطي لامه مصر ـ كيرلس صادق

آخر كلام: فيفيان مجدي خطيبة مايكل مسعد

يا فضيحتك يا طنطاوى قتلت المصريين بمدرعاتك بكاميرا CNN

جحا - العاشرة مساء - هشام الجخ

الثلاثاء، أكتوبر 04، 2011

فيديو عاجل جدا جدا شاهد ماذا فعل التليفزيون المصرى يوم امس وماذا قال عن ...

اليوم السابع | محافظ أسوان الهُمام

فاطمة ناعوت

محافظ أسوان الهُمام

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011 - 15:51
«أربعة أمتار» زيادة فى ارتفاع منشأة بمحافظة أسوان، جعلت المحافظَ السيد اللواء «مصطفى السيد» ينتفضُ جزعًا وخوفًا على واجهة مصر الحضارية، ويشجبُ ويندّد بالخُطاة المارقين الذين لا يحترمون قوانين المبانى الصارمة لدينا فى مصر، حتى إننا لم نر يومًا بنايةً ناتئة أو ناشزةً أو مخالفة أو دون ترخيص، ولم نسمع أبدًا عن شىء اسمه: «العشوائيات»، التى تُفرّخ كل يوم أطفالَ شوارعَ، يُنجبون من بعضهم البعض أطفالَ شوارعَ جددًا، سرعان ما يغدون مع الأيام مجرمين وخارجين على القانون، أو فى أفضل الأحوال متسكعين ومتسولين. محافظٌ ممتاز دون شك تعلّم الصرامة فى تطبيق القانون من نشأته العسكرية التى أهّلته بحق أن يُعيد لأسوان انتظامها وأناقتها. تلك الصرامة فى تطبيق القانون جعلته يبارك «شبابنا» الطيب الذين تبرعوا بإزالة تلك المخالفة البشعة، «أربعة أمتار بحالها»، من منشأة بمدينة إدفو، محافظة أسوان، بأياديهم الطاهرة باستخدام المعاول والمطارق، ثم إضرام النيران فى البناية حين أعجزتهم أسياخُ الحديد فى الخرسانة المسلحة.
سنغضُّ الطرفَ عن أن المنشأة «بالمصادفة» كانت كنيسة اسمها مارجرجس بالماريناب، مثلما سنغضُّ الطرف عن توقيت الهدم والحرق، الذى كان «بالمصادفة» بعد صلاة الجمعة، التى اجتمع فيها «شبابنا» الواعد، لينصتوا للإمام وهو يعلّمهم فى خطبة الجمعة أن المسيحيين كفرة، وأن دور عبادتهم حرامٌ، وأن أهالى القرية المسلمين رهيفون جدًّا، تجرحُ عيونَهم رؤيةُ الكنائس، «ولم يفكر أن يتساءل إن كان صوت بعض المؤذنين النشاز يجرح مسامع المسلمين والمسيحيين على السواء»، وأن المسيحيين خارجون على القانون لأنهم وضعوا «قبّة» فوق كنيستهم زادت من ارتفاعها «أربعة أمتار»، ومن ثم وجب «الجهادُ» فى سبيل الله لإزالة الأمتار الأربعة، التى تُمثّل عائقًا بيننا وبين السماء فتحجب عنّا نورَ الله ورضاه. كذلك سنغضُّ الطرفَ عن أن «شبابنا» «3000 مسلم» حرق «بالمرة» عدة بيوت، «بالمصادفة» كانت تخصُّ مسيحيين، بعدما أضرموا النار فى الكنيسة، ثم منعوا سيارات الإطفاء من دخول القرية، وهددوا الأقباط بأنهم سيحرقونهم جميعًا فى الليل، فهرب الأقباطُ إلى المجهول عبر النيل فى المعدّيات. سنغضُّ الطرف عن تهاون المحافظ مع إمام مسجد يحرّض الشباب على الفتنة الطائفية بدل أن يعلّمهم المحبة والإخاء كما يأمر الإسلام. ونغضُّ الطرف كذلك عن وجود محافظ «بعد ثورة يناير» يرحب بأن ينفذ المواطنون القوانينَ بأيديهم افتئاتًا على الجهات المنوط بها فعل ذلك، كأنما لم نسمع من قبل عن المحليات، وعن وجوب فصل المؤسسات الثلاث: التشريعية والقضائية والتنفيذية!! وسنغضُّ الطرفَ أيضًا عن تطاوله الفجّ على مذيعة قناة «مودرن»، حينما ناقشته بأدب، و«أحرجته» إذْ بيّنت له أنه لا يصحُّ أن يوافق مسؤولٌ على «تنفيذ» القانون بأيدى المواطنين، بل بمعرفة ممثلين من المحافظة، وبدلاً من مناقشتها والرد عليها بهدوء قال لها: «انتى عاوزة تتكلمى وخلاص!» الأقباط غلطوا والمسلمين أصلحوا الغلط!!! سنغضُّ الطرف عن كل ما سبق من «مصادفات وعجائب»، ونعتبر الأمرَ بالفعل نزاهةً من محافظ «نزيه» هُمام يسعى لتطبيق القانون وإماطة الأذى عن الطريق وإزالة كل المخالفات والتعدّيات. وهنا، يحقُّ لى، مثلما يحق لكل مواطن مصرى، أن أطالب السيد المحافظ المحترم بأن يقدم لنا قائمةً مفصّلة «بجميع» المخالفات التى تمّت فى محافظة أسوان خلال هذا العام 2011، وتقريرًا مفصّلا عما اتخذته المحافظةُ من قرارات بشأن التعامل مع تلك المخالفات. أما إن ثبت أن تلك الكنيسة بأمتارها الأربعة الزائدة قد أخذت رقم «1» فى قائمة مخالفات هذا العام، رغم وجود عشرات المخالفات الأخرى التى غضَّ المحافظُ عنها الطرف، لسبب فى نفسه، فمن حقّنا أن نُطالب بإقالته ومحاكمته بتهمة «التمييز العنصرى»، والكيل بمكيالين، وعدم العدالة بين أبناء المحافظة، وتأجيج الفتنة الطائفية، هذا إن كانت تلك التهم مدرجةً فى قوانيننا المصرية الراهنة. منذ شهور قام مجموعة من الغلاظ بهدم كنيسة «صول»، على مدى 22 ساعة، على مرأى العالم ومسمعه، دون أن تتحرك الدولةُ لوقف هذا الانتهاك الصارخ لهيبة القانون وجلال الدولة. وهو ما أعتبرُه وصمة عار فى تاريخ مصر لا أدرى إن كانت كتبُ التاريخ فى المدارس ستذكرها لكى يتعلم أطفالنا أن مصرَ، التى لم تُهدُّ فيها كنيسةٌ طوال 14 قرنًا، قد سمحت، بعد الثورة، بهذه المهزلة. وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم القبض على الجناة، لأن المجنى عليهم، الأقباط، سرعان ما تم استرضاؤهم بإعادة بناء الكنيسة، التى فرحوا بها وصمتوا، كأنما «متلازمة ستوكهولم»، التى تستطيب القمع، قد أصابتهم! وتوقعتُ يومها أن عدم القبض على هادمى كنيسة صول سيفتح الباب مشرعًا أمام البلطجية ليفعلوا ما طاب لهم من جرائم دون خوف. وأعود لأسأل: ما جدوى إعادة «قانون الطوارئ» الذى أبهجنا رجوعه ظنًّا منّا أنه سينقّى مصر من البلطجة والإرهاب؟!


اليوم السابع | محافظ أسوان الهُمام

الاثنين، أكتوبر 03، 2011

فاطمة ناعوت السلفيين المعماريين وكنيسة الماريناب ادفو

المصرى اليوم | مفتاح السِّر: «صول»

بقلم فاطمة ناعوت ٣/ ١٠/ ٢٠١١
فى عصور الهمجية الأولى كانت الـ«أنا» هى السيد، و الــ«هو»، أو الآخر بوجه عام، غير موجود إلا كعدو أو منافس فى الرزق. لهذا كان الرجلان يقتتلان على طائر، أو امرأة، أو حتى عصا يُتَوكأ عليها. قد يقتتل رجلٌ وابنُه، أو رجلٌ وامرأتُه، أو امرأةٌ وابنتها. لا يهمّ. فمبدأ الحياة: «أنا، ومن بعدى الطوفان»، قائمٌ على الصراع بين: (أنا) و(هو)، وانتصارُ أحدهما يعنى بالضرورة فناءَ الآخر. ثم بدأ الإنسان «يعقل» ويتحضّر تدريجيًّا، حين اكتشف أن أمنَه الشخصىَّ مرهونٌ بأمن الآخر وحمايته، لكى يتحدا معًا ضدّ عدو أشرس منهما، هو: الطبيعة وأهوالها. على أن الإنسانَ ظلَّ على همجيته البدائية فى أن «يفكر» فى أمر،
ثم «يقرر» أمرًا، ثم «ينفذ» بيديه هذا الأمر. وتنامى التطوّر عبر ملايين السنين حتى وصل الإنسانُ إلى صيغة تنادى بالفصل الحاسم بين المراحل الثلاث: التفكير- القرار- التنفيذ. واستقرّ الرأىُ على وجود جهات سيادية عُليا ثلاث: (تشريعية-التفكير، قضائية- القرار، تنفيذية- التنفيذ)- أى الشرطة. وهنا بدأت المدنية، ومفهوم دولة المؤسسات،
ومجتمعات تقدّسُ مبادئ حقوق الإنسان واحترامه. وكانت هى الصيغة التى اتفقت عليها دولُ العالم «العاقلة» التى قرر مواطنوها وحكّامُها أن ينظّموا حياتهم على النحو الذى ينأى بهم أقصى الإمكان عن الهمجية التى عاشها الإنسانُ الأول قبل المدنية والتحضّر. وبتلك الصيغة (وحدها)، تفرّغ الإنسانُ للعلم والابتكار حتى وصل إلى ما نحن فيه من تطوّر يُمكّننى الآن من كتابة مقالى على شاشة صغيرة، ثم إرسالها عبر الهواء، لتصل إلى القراء الكرام فى كل أنحاء العالم.
وفى اللحظة التى يغزو فيها الغربُ الكواكبَ الأخرى بصواريخَ فاقت سرعتُها سرعةَ الصوت، ويجهدون فى حلّ لغز سرعة الضوء، فى اللحظة ذاتها التى حقق فيها الغربُ ثورته الفكرية والتكنولوجية الكبرى، التى جعلت الكونَ كله بين أصابع طفل فى شريحة صغيرة فى حجم «عُقلة الإصبع»، فى تلك اللحظة ذاتها، يذهب إنسانٌ آخر إلى أحد «المشايخ» ليسأله: هل يدخل الحمّامَ بقدمه اليمنى أم اليسرى؟ وهل صوتُ المرأة عورة أم شعرُها فقط؟ ويُفتى شيخٌ بأن قتلَ الناس وإحراق بيوتهم ودور عبادتهم هو الطريق إلى الله(!) تعالى عن ذلك عُلوًّا كبيرًا. نسألُ اللهَ ألا يحاسبنا بما يفعل السفهاءُ منّا.
يقول محافظ أسوان المحترم إن الأقباط أخطأوا، لأن كنيسة ماريناب زادت أربعة أمتار ارتفاعًا. وما فعله «شبابُنا المحترمون»، من هدم وإحراق وترويع للآمنين، هو تصحيحٌ لهذا الخطأ!! وبعيدًا عن غرائبية نعت عُصبة من الخارجين على القانون بمفردة: «شبابنا»، فإن السيد المحافظ يجهضُ، بكل بساطة، كفاحَ البشرية الطويل من أجل فصل السلطات الثلاث. فجعل التشريعَ، والقضاءَ والتنفيذَ، معًا، فى قبضة «شبابنا»!!
نحن إذن بإزاء سقوط الدولة المصرية والعودة بها إلى عصور الهمجية الأولى. تنبأتُ بهذا فى مقال سابق عنوانه: «مصرُ بلا كنائس، ذلك أفضل جدًا»، بتاريخ: ٩/٥/٢٠١١،
دولة القانون انهارت يومَ تهاونتِ الحكومةُ والمجلسُ العسكرى فى القبض على هادمى كنيسة «صول»، والاكتفاء بجلسة عُرفية تشبه «قُبلة يهوذا» أسفرت عن مصالحة الأقباط بإعادة بناء الكنيسة! والأقباط طيبون تكفيهم كلمة: «آسف»، حتى وإن كان الجرمُ تفجير كنيسة أو قتل مُصلّين أو قطع أُذُنٍ لا تسمع الكلام، أو رجم رجل بتهمة أنه مسيحى. اطرحوا المجرمين أرضًا، يصفُ لكم وجهُ مصر!
fatma_naoot@hotmail.com

http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video

المصرى اليوم | مفتاح السِّر: «صول»

عاجل جدا جدا يتم الان الاعتداء وهدم كنيسة السيدة العذارء بسوهاج





في اتصال هاتفي مع احد المصادر في محافظة سوهاج صرح لنا بانه يتم الان الاعتداء وهدم كنيسة السيدة العذارء بقرية المدمر مركز طما-محافظة سوهاج..وقد استغل السلفيون انشغال الاهالي في اشغالهم وقطعوا الطريق الي الكنيسة ورشوقوا الكنيسة بالحجارة وبداوء في هدم الكنيسة بالمعاول والبلط والشواكيش..وقد ابلغ الاهالي المركز ولم يصل حتي لحظة كتابة هذه السطور..والكنيسة مبنية منذ سنتين وكان هناك محاولات عديدة لهدمها ولكن تصدي الاهالي لهم......وسنوافيكم بالتفاصيل


المصدر : نشرة اخبار الكرمة


عاجل جدا جدا يتم الان الاعتداء وهدم كنيسة السيدة العذارء بسوهاج

السبت، أكتوبر 01، 2011

أيها الأقباط .. حاسبوا المجلس العسكري الذي طغى ..!! بقلم| جرجس بشرى

بقلم جرجس بشرى

إذا قارنا بين أوضاع الأقلية الدينية القبطية "المسيحية" في مصر قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011 ، أي في عهد الرئيس الطاغية المخلوع محمد حسني مبارك وآله والدائرون في فلكه ، وفي عهد إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد في الفترة الإنتقالية المصيرية التي تشهدها مصر حاليا ً فلسوف نجد أن أوضاع الأقلية المسيحية القبطية في مصر وصلت لمستويات غير مسبوقة ولا معهودة بل وفاقت من حيث الكم والكيف والانتشار الجغرافي مستوى الجُرم الذي كان يتعرض له الأقباط في عهد الطاغية مبارك ، فلقد كان مبارك طاغية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقد كتبت وطالبت الأقباط في عهده بضرورة محاسبته حساباً عسيراً ووصفته بـ"الفرعون " في بعض المقالات بل وتوقعت برحيله غيرمأسوفاً عليه ، لأنه تجاوز الحد في سياساته التمييزية الممنهجة ضد الأقباط ، والحق أقول أن الطغيان ما هو إلا نوعاً من تجاوز الحد وإعلان العصيان على الحقوق المشروعة لطائفة أو فئة معينة من الناس ، والكُفر بهذه الحقوق كُفراً مبينا ، ولو نظرنا إلى حقوق الأقباط في عهد إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد ، فلسوف نجد أن المجلس كفر بهذه الحقوق ، وزاد في تهميش الأقباط عن الحد ـ أي طغى ــ متناسيا ً أن أقباط مصر في عهده مواطنين أصليين في مصر وليسو رعايا ، وأن المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان تكفل للأقباط هذه الحقوق المشروعة في وطنهم .
ولن أكون متجاوزاً من الناحية الحقوقية لإذا قلت إن سلوك المجلس العسكري تجاه الملف القبطي يدعو إلى القلق ويؤرخ لنقاط سوداء في تاريخ المجلس العسكري لم ولن يمحوها التاريخ ، وأبسط دليل على ذلك التوليفة العنصرية البغيضة للمجلس .. فلا يوجد من ضمن أعضاء المجلس العسكري مسيحياً واحداً !!! وهو ما يؤكد أن تركيبة هذا المجلس عنصرية تنفي الأقباط وتقصيهم بل وتخونهم وتنظر إليهم على أنهم جاليات وليسو مواطنون مصريون أصليون في هذا البلد ، كما تعكس هذه التوليفة العنصرية ـ في رأيي ــ أيمان المجلس بأنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم ، ويؤكد اختيار المجلس العسكري للمستشار طارق البشري ، والإخواني صبحي صالح المعروفين بميولهما الدينية في لجنة صياغة تعديل الدستور الذي تم الاستفتاء عليه صحة كلامي هذا .
أما من ناحية الإنتهاكات التي حدثت للأقباط في عهد المجلس العسكري ، فلقد حدثت انتهاكات يُندى لها جبين الإنسانية ، ويدينها الضمير الإنساني ، لدرجة أنه لأول مرة في التاريخ تُدرج مصر في عهد إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد على رأس قائمة الدول المثيرة للقلق فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية ، وخاصة الأقلية الدينية المسيحية "القبطية "، وذلك وفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالحريات الدينية ، وهو تقرير يرصد وقائع وانتهاكات موثقة وقعت أو مورست ضد حقوق الإنسان في مصر ، ويعتمد في آليات الرصد على ما ترصده وتوثقه منظمات حقوقية مصرية !! كما اتهم التقرير الحكومة المصرية بالفشل في حماية الأقليات الدينية- وخاصة الأقباط والشيعة والأحمديين والبهائيين وغيرهم- محذرًا من تصاعد حدة استهداف الأقليات الدينية خلال الفترة القادمة ، و لم يتجاهل التقرير سياسة الإفلات من العقاب التي انتهجتها حكومة "عصام شرف" في سلسلة الحوادث التي استهدفت الأقباط ، حيث إتَّبعت حكومة "شرف" سياسة النظام السابق في التعامل مع الانتهاكات والعدوان الجماعي على كنائس وممتلكات الأقباط .
والحق أقول أنه ولأول مرة في تاريخ مصر المعاصر وفي عهد إدارة إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد يتم الهجوم على كنيسة "صول " بأطفيح " بمحافظة حلوان ويتم حرقها وتسويتها بالأرض في غضون 48 ساعة ، وبواسطة بلدوزرات محافظة حلوان !!!!والمفجع في هذه الجريمة اللاإنسانية أنها تمت وسط صمت حكومي فاضح لدرجة أن هناك فيديوهات توثق بالصوت والصورة من قاموا بهذه الجريمة إلا أن المجلس العسكري وحكومة شرف لم يقوما بملاحقتهم ومسأءلتهم وردعهم !!! والأخطر أن هناك فيديو يوضح فيه أحد شيوخ البلدة بل ويؤكد قائلاً : "الجيش معانا" !!.. يا للعار ..
ولا يمكن أن ننسى ما حدث في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون عندما قام بعض أفراد من الجيش باطلاق رصاص حي على بعض المتواجدين بالدير وترويعهم وإحداث اصابات بهم وهذه الجريمة وثقناها بالصوت والصورة ، وكذلك ما حدث من هجوم بعض رجال الشرطة العسكرية على الأقباط وتعذيبهم بالعصي الكهربائية لكي يفضوا تظاهراتهم من أمام مبنى ماسبيرو .. هذه التظاهرة التي قام به أقباط ومسلمون كانت رداً على هدم كنيسة صول ، وتشهد تشكيلة الحكومة الحالية على العنصرية الواضحة للمجلس العسكري ، حيث لم يُمثل الأقباط بطريقة تتناسب مع كتلتهم ونسبتهم العددية في الحكومة أو حركة المحافظين التي لم نر فيها محافظاً واحداً قبطيا، ولأول مرة يسجل التاريخ جريمة تجميد عمل محافظ قنا من قبل حكومة شرف وبموافقة من المجلس العسكري !!!وانصياع المجلس والحكومة للمحتجين الذين رفعوا علم السعودية وقطعوا السكة الحديد ، وقالوا نريدها امارة إسلامية !!!، إن الجرائم اللاإنسانية البشعة التي حدثت ضد الأقباط في عهد المجلس العسكري شهدت زيادة واسعة وغير مسبوقة من حيث الكم والكيف والانتشار الجغرافي ، بدليل ما حدث من حرق لكنيسة امبابة والهجوم عليها وقتل 7 أقباط وسط صمت وفُرجة من قوات الجيش المرابطة بالمكان ، وكذلك ما حدث بالمقطم من مشاركة لبعض أفراد الشرطة العسكرية في الهجوم على الأقباط سواء بالصمت أو التواطؤ !
إن سياسة الإفلات من العقاب التي يتعبها المجلس العسكري تجاه الانتهاكات التي حدثت للأقباط سواء على ممتلكاتهم أو أرواحهم أو كنائسهم أو مصالحهم التجارية ، أمر يدعو إلى القلق المفرط على وحدة ومصير هذا البلد ، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تؤاطؤ واضح وفاضح بالصمت من المجلس مع الذين ارتكبوا هذه الجرائم .
إننا من حقنا كأقباط مصريين وكمواطنين أصليين في هذا البلد أن نحاسب هذا المجلس حسابا عسيراً ، لأن الملف القبطي يعتبر من أهم الملفات الحيوية التي تتعلق بأمن مصر القومي ووحدتها ، وطالما قبل هذا المجلس أن يدير شئون الحكم في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية في تاريخ مصر ، فمن حقنا أن ننتقد أداءه تجاه ً الانتهاكات الحادثة للأقباط وغيرهم بل ومن حقنا أيضاً أن نحاكمه ،لأنه ليس فوق المُساءلة أو المحاسبة ، طالما قبل أن يحكمنا خلال هذه المرحلة ، وعلى الجانب الآخر يجب أن نشيد بأدائه متى أصاب ، وليعلم المجلس العسكري أن عصر الإله الحاكم قد انتهى وفات ، وليحذر المجلس من غضبة الأقباط إذا استمر على هذه السياسات ، ولا يمكن أن نقبل مطلقا كأقباط بالفتات الساقط من على مائدته ، وليدرك أن حاجز الخوف الذي عاشه الأقباط طوال حكم الطاغية مبارك قد انكسر ، وأن الخوف قد مات من قلوب أقباط مصر ، وانهم مستعدينومعهم المسلمين المستنيرين الشرفاء للدفاع والنضال ضد قضيتهم المشروعة بكافة الوسائل المشروعة والطرق السلمية المتاحة ، لا لأجل انفسهم فقط بل لإنقاذ مصر من مخططات التفتيت والتقسيم التي تستهدفها وتستهدف وحدة مسلميها وأقباطها وكافة مكوناتها ، وعلى المجلس أن يعي الدرس جيداً ولا يكفر بقضيتنا الوطنية ، وليضع في اعتباره أننا كمصريين ـ مسلمين ومسيحيين ـ لا يمكن أبداً أن نسمح باستبدال الطاغية مبارك ــ الذي كان ينظر لنفسه على أنه إله فوق المساءلة والمحاسبة ــ بـ 19 إلها آخراً ، فلقد ولد المصريون أحراراً ، ولا إرادة تعلو على إرادة الشعب المصري العظيم الذي له وحده القدرة على خلع رؤساء وحكام وتنصيب آخرين مكانهم ، يعوا عظمة ومكانة الشعب المصري التاريخية والحضارية والدينية ،وإنني أؤكد في نهاية هذا المقال على أن هناك فرقا شاسعاً بين الجيش المصري العظيم الذي هو صمام الأمن والأمان لمصر والحامي لسيادتها وكرامتها وثورتها ، وبين المجلس العسكري الذي كفر بحقوق الأقباط في وطنهم والذي من حقنا كمواطنين مصريين أن ننتقده بلا هواده حينما يخطئ ونوجه له الشكر عندما يصيب ...

أيها الأقباط .. حاسبوا المجلس العسكري الذي طغى ..!! بقلم| جرجس بشرى

عاجل جدا تهديدات للاقباط بقريه الماريناب بحرق الاقباط وخروجهم من منازلهم...