الأربعاء، ديسمبر 21، 2011

بالفيديو ::: من داخل قصر العيني.. أحد المصابين مش عارف اضَّرب ليه.. وآخر كان ضائعًا من أهله

21/12/2011

"أنا مش عارف أنا اضربت ليه.. وبالقسوة دى كلها ليه.. لو كنت عملت حاجة غلط كان يقبض عليا، أنا مكنتش باجرى.. أنا كنت بانقل حالة بتموت..وكان ده جزائى.. إحنا بنتعامل على إننا مش بنى آدميين.. مفيش أى آدامية فى التعامل، تلك بعض من شهادة أحد الشباب المصابين بأحداث مجلس الوزراء الأخيرة، الذين التقت بهم "بوابة الأهرام" أثناء جولتها للاطمئنان على حالة المصابين داخل مستشفى قصر العيني الفرنساوي.
ويكمل الشاب إيهاب أشعية زارع، الذى يرقض حاليًا بالمستشفى، نتيجة إصابته فى الأحداث قائلا: "كنت عند المجمع العلمى فى بداية حريقه، وبعد نحو ربع ساعة من بدايه اشتعال النار فيه، كان المبنى محترق بالكامل، وفجأة ظهر حوالى200 عسكرى جانب سور المجمع، هجموا علينا، فجرى جميع المتظاهرين، وكنت أنا وزميلتى عزة هلال فى وسط المتظاهرين وأخذت "عصاية" على ظهرى، وفجأة قالت لى عزة بص هناك، فوجدنا واحدة مقلاعينها هدومها وبيضربوا فيها"، فرجعنالها بسرعة، وأثناء ذهابى، شاهدت ضابط أو عسكرى معاه مسدس، وتوقعت أن يكون "فشنك" أو صوت فلم أخف، لأنى لم أتخيل إن الجيش هيضرب على الناس رصاص حى، وكانت عزة قد سبقتنى، وعندما وصلنا لها غطينها وشيلناها وحاولنا أن نجرى بها".
وأضاف "وأثناء جرينا وجدت شئ يصطدم برجلى أحدث كهرباء بجسمى كله، فتوقعت أن تكون "طوبة"، ووقعت على الأرض ولم أستطع الوقوف والجرى مرة أخرى، وبعدها وجدت حوالى 20 واحد بيضربوا فيّ ببشاعة، وبعدها نظرت بجانبى وجدت عزة بتنضرب ضرب جامد من غير رحمة"، وحاولت أن أقوم فلم أستطع، وقلت "أكيد رجلى اتكسرت.
ويكمل إيهاب قائلا: "تركونى للحظة لأنهم ظنوا أنى مت، ثم وجدونى اتحرك، فرجعوا ليا وضربونى مرة أخرى وشتمونى، ولكن كان بينهم أحد الأشخاص المحترمين، قال لى "قوم أجرى"، لكنى لم أستطع، لأن الإصابة كانت فى قدمى، لدرجة أنى "حسيت أنى مش هاروح تانى من كتر الضرب"، حتى وجدت دكتور صغير يطمئن عليَّ، وقال لى "أنت كويس؟" فقلت له: "اه بس أنا مش هسيبك" فرد عليَّ "وأنا كمان مش هسيبك متخفش"، وبصراحة ظل معى حتى أنه هو وزميلته الدكتورة "اضربوا بالعصايا"، لكنه لم يتركنى حتى جاءت سيارة الإسعاف وأخذتنى".
وأثناء جولة "بوابة الأهرام" داخل المستشفى لسماع شهادات باقى المصابين، وجدنا "فارس" طفل لم يتجاوز بعد عامه الـ 12 عامًا، يرقد فى حالة خطيرة، تحدثنا مع والده محمد الششتاوى الذى جاء من دمياط يبحث عن ابنه فوجده يرقد بداخل المستشفى مع باقى حالات أحداث مجلس الوزراء.
وبدء والد فارس كلامه: "ظللت أبحث عنه لمدة 14 يومًا، منذ يوم 5 ديسمبر، وبعض الناس نصحونى بأن أذهب لميدان التحرير للبحث عنه لأن بعض العصابات تأخذ الأطفال إلى هناك، ووقتها ذهبت لقسم مركز اللحم برأس البر فى محافظة دمياط، وجاء لى أحد ضباط الحربية ونصحنى بأن أذهب إلى القاهرة وأبحث عنه فى التحرير، لأنه من المؤكد أن يكون أحد أخذه إلى هناك".
وأضاف: "اتصلت بأختى التى تسكن فى القاهرة وقلت لها إن فارس أكيد فى ميدان التحرير، وخرجت تبحث عنه فى الميدان، وكان معها صورته، وعرضتها على الأطفال الموجودين فى الميدان، وبالفعل أول طفل شاهد الصورة قال: "دا فارس محمد الششتاوى وإنه مش من هنا"، وسألته جاء مع مين؟ قال إن بعض الناس جاءت به مع ثلاثة أطفال آخرين وتركوهم، وبعدها علمت أنه نُقل إلى المستشفى الفرنساوي.. وعندما علم الشخص الذى جاء بفارس إلى هنا، ويدعى أحمد جلال، اختفى من المستشفى، لأنه قال فى المستشفى عندما جاء به أنه والده".
ويكمل والد الطفل كلامه قائلا: "من وقتها اعتنت به الحاجة هبة السويدى، وتولت مصاريف علاجه بالمستشفى، وبصراحة لا أعرف كيف أصيب ولا متى، وهو الآن يعاني من شرخ فى الجمجمة، والدكاترة قالوا لى إنه يجب أن يظل فترة هنا لأن حالته غير مستقرة".
كما التقت "بوابة الأهرام" بحالة أخرى غير مستقرة، لكنها لا تستطيع الكلام.. هو شاب اسمه أحمد (19 سنة)، تحدثنا مع والده الذى قال "منذ يوم صباح الجمعة وهو فى التحرير، وأصيب حوالى الساعة الرابعة، وظل ينزف داخليًا حتى الساعة 11 مساءً من نفس اليوم، وبعض الناس نقلوه إلى هنا فى قصر العينى، وأجريت له عملية جراحية، ومن وقت خروجه من العملية حتى الآن لا ينطق، ونحاول سؤاله من الذى أصابه، لا يعرف أى شئ ولا يرد، هو فقط يستطيع أن يتحرك، وقال الأطباء إن حالته مستقرة، لكن يبقى النطق هو المشكلة، وأنهم سوف يعملوا على علاجه".

بالفيديو ::: من داخل قصر العيني.. أحد المصابين مش عارف اضَّرب ليه.. وآخر كان ضائعًا من أهله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق