حاخام مستعمرة "يميت" التى تم إخلاؤها من سيناء بعد عودة طاباعقد اجتماعا مؤخراً للدعوة لإعادة احتلال سيناء باعتبارها تشكل خطراً على أمن تل أبيب.. سكان هذه المستعمرة عند خروجهم خربوا كل شىء إلا الكنيس الذى كان موجودا بالمستعمرة وكتبوا عليه "راجعين للأرض المقدسة".
كتب: محمد شعبان
وفى ظل حالة التوتر الذى تشهده علاقة مصر بإسرائيل الآن فإن الحديث مثار الآن حول احتمالية أن تدخل مصر فى حرب مع إسرائيل التى تسعى الآن لاحتلال سيناء كما يتصور البعض..
لكن الكاتب توحيد مجدى الباحث والمتخصص فى الشئون العبرية اكد لنا أن الأمور لا تسير بهذه البساطة وأن التغطية الإعلامية للأحداث تفتقر للمعلومات والخبرة بالشأن الإسرائيلى حيث أنه مبدأياً إسرائيل ليس فى نيتها الآن احتلال سيناء لأن الأوضاع تغيرت فى سيناء عما كانت عليه قبل عام 1973 فالآن مساحة سيناء تبلغ ضعف مساحة إسرائيل جغرافيا وكيف تفكر إسرائيل فى أن تفتح على نفسها النار إذا كانت داخل حدودها لا تستطيع أن تفرض سيطرتها على الأوضاع الأمنية المتفاقمة بها رغم وجود كافة الأجهزة الأمنية والجيش لتأمين الشوارع من عمليات المقاومة.
الآن سيناء اختلفت تماماً فقبل عام 1973 كانت عبارة عن صحراء بها تجمعان سكنيان فقط فى العريش ورفح كإمتداد لغزة وكان هناك تجمع آخر ضعيف ومتواضع حول مطار شرم الشيخ العسكرى وكانت به قيادة القوات الجوية والمخابرات الحربية .. الآن هناك امتداد سكنى وعمرانى وتطور هائل على امتداد القناة من السويس إلى العريش كما أن مدينة بورسعيد تضخمت بل وأصبحت مساحة العريش تعادل 20 مرة عما كانت عليه قبل حرب أكتوبر كما تضاعفت شرم الشيخ 50 مرة كما ظهرت تجمعات ومدن فى طور سيناء، هذا إلى جانب تجمعات سياحية عديدة وتجمعات أمنية ومشروعات إقتصادية فكل هذا جعل سيناء منطقة مختلفة تماماً عما مضى وبالتالى ليس سهلاً أن تفكر إسرائيل بهذه البساطة كما يدعى البعض.
ومع ذلك يؤكد توحيد مجدى أن كل ما تسعى إليه إسرائيل هو احتلال شريط حدودى مساحته حوالى 6 كيلو متر كخط فاصل بين مصر وقطاع غزة حتى أن هذا المطلب ليس من السهل تحقيقه حاليا، ليس هذا فحسب بل أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية الحصول على سلاح نوعى لتأمين حدودها بعد سقوط حليفهم الإستراتيجى حسنى مبارك والذى كان يضمن لهم باستمرار تأمين هذه الحدود بل والدخول معهم فى إتفاقات مصالح ذات طابع تجارى وإستراتيجى وكانت إسرائيل مطمئنة حتى عام 2016 ووضعت خططها المستقبلية حتى هذا العام تحديداً وهو العام الذى يواكب نهاية حكم مبارك وتولى الوريث جمال ابنه الحكم وذلك حسب تصورهم ولكن بعد ثورة يناير وسقوط النظام انهارت كل هذه الخطط وبدأوا يفكرون فى خطة بديلة تضمن لهم تأمين حدودهم والحفاظ على مصالحهم الإستراتيجية مع مصر بعد أن نقلبت كل الأوراق، والآن أنا أتصور أن هناك مباحثات سرية بين مصر وإسرائيل لتعديل بنود إتفاقية كامب ديفيد وذلك برعاية أمريكية لزيادة عدد الجنود المصريين فى سيناء والذين قد لا يتجاوز عددهم ألف جندى وهو طبعا رقم هزيل جدا مقارنة بمساحة سيناء المهولة .
وحول ما يمكن أن تنتهى إليه هذه الأزمة يقول توحيد مجدى: ستقوم إسرائيل بدفع تعويضات لمصر عن هذه الحادث ثم اعتذار جاد ورسمى وليس مجرد أسف ثم يعقب ذلك إعادة التفكير فى عدم تكرار مثل هذه العمليات الخبيثة وأنا أتصور أن إسرائيل "ندمانة" جدا على ما فعلته إزاء قتل الجنود المصريين لأنه ليس فى وقته خاصة وأن هناك قلق وارتباك وتفاقم فى الأوضاع الداخلية
بوابة الشباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق